أكدت السيدة ليلى قره مان، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أن ملتقى “وحدة النساء السوريات – أساس الحل في سوريا وتحقيق السلام” يمثل مدخلاً لوحدة سوريا وأراضيها. جاء ذلك خلال كلمتها في الملتقى المنعقد بمدينة حلب، حيث رحّبت بالشخصيات النسوية المشاركة وحيّت جهود ونضال المرأة السورية.
وأشارت قره مان إلى أن سوريا تعيش أزمة سياسية وإنسانية متفاقمة، مع فشل المبادرات الدولية والوطنية في إيجاد حلٍّ سياسي. وعزت ذلك إلى “رفض سلطة دمشق لأي تغيير في نهجها وسلوكها، ولسبب غياب الإرادة الدولية الجادة والقادرة على فرض حلول سياسية جذرية”.
وحذّرت من التطورات الإقليمية الخطيرة التي قد تؤثر على مستقبل سوريا وشعبها، موضحة أن “طبيعة هذه الأحداث والصراعات العسكرية الراهنة لم تأتِ بالصدفة، بل هي نابعة من تأصل الأزمات الوطنية وعدم سوية العلاقات الدولية”.
وأوضحت أن الوضع الراهن يحتم على السوريين السعي الجاد لتكثيف ودعم الحوارات الوطنية التي من شأنها صون وحدة البلاد وحماية الشعب من التطورات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة. وأكدت أن هذه الحوارات يجب أن تُبنى على أساس الوطن والمستقبل المشترك لجميع السوريين، مشيرة إلى عدم وجود بوادر للحل السياسي في سوريا نتيجة غياب الدور الحقيقي للمرأة في الحوارات السياسية والتفاوضية.
وتطرقت قره مان إلى الإقصاء الذي تعرّضت له المرأة السورية في الدساتير المتعاقبة وتهميشها في الحياة السياسية والاجتماعية. وقالت: “أصبحت المرأة عُرضة لكافة الممارسات والأساليب الترهيبية والقمع والتهميش من مناحي الحياة السياسية والاجتماعية بشكل كامل”.
وأشارت إلى دور المرأة في الحِراك السلمي عام 2011، لكنها لفتت إلى أن “عدم إشراك المرأة كشريك حقيقي، والافتقار لاستراتيجيات وخطط سليمة لتطوير هذا الحِراك” أدى إلى تعقيد الأزمة.
وأكدت قره مان: “علينا أن ندرك أن النضال من أجل الحرية والكرامة هو مسيرة مستمرة، وأن المرأة السورية ستكون دائماً في طليعة هذه المسيرة، تحمل مشعل الأمل والتغيير بصمودها وعطاءاتها وتضحياتها نحو مستقبل أفضل.”
وشددت على ضرورة بناء قدرة المرأة كعاملة من أجل السلام وصانعة قرار، مضيفة: “إن شعار الملتقى اليوم ‘وحدة المرأة السورية’ إنما هو الحل الضامن والمدخل لوحدة سوريا ووحدة أراضيها، وأن استقلال المرأة إنما يرمز لاستقلال سوريا وسيادتها”.
وأشادت بنضال المرأة في السويداء، معتبرة أنه بثّ الروح مجدداً في المشهد الديمقراطي السوري. ودعت إلى “العمل بإصرار وصمود لتجاوز الخلافات التي تمنعنا من التقارب وبناء المشتركات التي تهدف لتمكين المرأة في جميع المجالات”.
وفي ختام كلمتها، اعتبرت قره مان أن الملتقى “يُعتبر بمثابة مراجعة لدورنا وأدائنا، ونقطة للالتقاء والتحاور وتبادل الآراء لوضع برامج آليات وطنية واستراتيجيات الحل للتّغلب على التحديات والحواجز التي نواجهها كسوريات”. وأعربت عن أملها في أن يكون الملتقى “إطار عمل تعاوني مشترك وطني لتوحيد رؤى وجهود النساء السوريات لرسم استراتيجيات الحل وتحقيق الأمن والسلام”.