عقد مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية يوم الجمعة 18 تشرين الأول/أكتوبر ملتقى الحوار الوطني النَسوي السوري في مدينة حلب، تحت شعار “وحدة النساء السوريات ضمان الحل في سوريا وتحقيق السلام”.
الملتقى الحواري النَسوي ضم نحو 100 سيدة سورية من مختلف المناطق السورية، من مثقفاتٍ وناشطاتٍ إلى جانب سياسياتٍ وممثلات عن عدد من الفعاليات النسوية والأحزاب السياسية، فضلاً عن مشاركة سيدات من دول أوروبية وعربية عبر خاصية “الزوم”.
ناقش الملتقى الحواري في جلسته الأولى استراتيجيات حلّ الأزمة السورية من منظور المرأة، حيث تحدثت زينب قنبر، إدارية مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية مركز حلب، عن الواقع السوري وما يعيشه المجتمع من انقسام وتمزّق سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي، وعزت ذلك لعدم وجود هوية وطنية جامعة للسوريين.
وقالت قنبر إن الهوية الوطنية السورية الجامعة ستتعزز من خلال مشاركة المرأة في صناعة الحلّ السوري، عبر إنشاء خطاب سياسي نَسوي جديد يتبنى مفهوم الهوية السورية الجامعة، موضّحةً أهمية ذلك في إنهاء حالة التشرذم الهوياتي في سوريا.
فيما ناقشت الجلسة الثانية المشاركة الشاملة للمرأة السورية، حيث نوّهت هندرين محمد، إدارية مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية مركز القامشلي، إلى أن المشاركة الفعلية الشاملة للمرأة السورية مازالت خجولة إلى الآن، مشدّدة على ضرورة تمكينها وتفعيل أدوارها لتكون مساهِمة في تحقيق السلام وحلّ الأزمة عبر مشاركة شاملة في كافة المجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، أو ثقافية، بما فيها العسكرية.
وخلال الجلستين جرت العديد من النقاشات الأخرى التي أشارت إلى ضرورة العمل على تحقيق المشاركة السياسية للمرأة السورية وتمكينها لتأخذ دورها الريادي في مراكز صنع القرار، لتجاوز الأزمة والمُضي نحو مستقبل مشرق.
من جانبها لفتت الناشطة النَسوية والمدنية نجوى الطويل إلى أن المرأة السورية عبر العقود التي مضت كانت هي الغائب الأكبر والمغيّب عمداً من أماكن صنع القرار والمشاركة في الحياة العامة.
وأضافت “للولوج إلى مستقبل سوريا بشكل فعّال لا بدّ أن يكون من خلال مبادئ دستورية جديدة تفرض حقوق المرأة ومشاركتها السياسية وفي مراكز صنع القرار وضمان حقّها في المشاركة في كل مسارات العملية السياسية وبناء السلام والتفاوض وحلّ النزاعات”.
فيما أشارت المحامية شروق أبو زيدان إلى ضرورة تعزيز أدوار المرأة السورية في المستويات المحلية والوطنية والدولية، عبر مشاركتها في جميع مراحل عملية بناء السلام وتطبيق اللامركزية، فضلاً عن ضمان الجندرة وحقوق النساء والمواطنة في الدستور السوري.
وبدورها غادة الشعراني، الناشطة السياسية، تحدثت عن التحديات التي تواجه المرأة في السويداء من المجتمع المحلي والسلطة التي تحاول جرّ الحراك للعنف عبر محاولاته المستمرة من خلال الاعتقال والتهديد.
وحول مشاركة المرأة الشاملة قالت “المرأة السورية باتت تعي هويتها وذاتها ومكانتها ولم تعُد تقبل التهميش والتغييب وتسعى لأن تكون مشاركة في مجالات الحياة كافة بما فيها الدور السياسي وصنع القرار في مستقبل سوريا، وتؤمن أن المجتمع لن يكون حرّاً والثورة لن تنتصر إذا المرأة لم تكن مشاركةً فيها”.
وتخلل اليوم الأول للملتقى عرض فيديو لأبرز نشاطات وأعمال مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية خلال السنوات الماضية.
ومن المقرر أن تمتد فعاليات الملتقى على مدار يومين، والتي ستناقش فيه المشاركاتُ في يومه الثاني دور المرأة في عمليات بناء السلام.