افتُتحت في العاصمة البلجيكية بروكسل أعمال مؤتمر المسار الديمقراطي السوري، حيث ألقى عضو لجنة الإعداد والمتابعة علي رحمون كلمة اللجنة، مُرحباً بالمشاركين والضيوف، ومستعرضاً تفاصيل المسار التحضيري والرؤية المستقبلية للمؤتمر.
وأوضحت اللجنة في كلمتها أن النخبة السياسية الديمقراطية عجزت عن تحقيق وحدتها الفاعلة رغم المحاولات العديدة، خاصة بعد اندلاع انتفاضة السوريين في عام 2011، مشيرة إلى أن هذا الضعف كان أحد أسباب نجاح الاتجاهات الإسلاموية والشعبوية في تمكين الثورة المضادة وعزل قوى الثورة الحية.
وكشفت اللجنة عن مسار العمل الذي تتوج بمبادرة مجلس سوريا الديمقراطية عبر سلسلة لقاءات في الداخل السوري ضمن الحوار السوري – السوري، ثم في أوروبا، حيث تم تشكيل لجنة تحضيرية. وبعد تراجع جائحة كورونا، انطلق “مسار ستوكهولم” برعاية مركز أولاف بالمه، وتشكلت لجنة استشارية للتعاون مع اللجنة التحضيرية.
وأشادت اللجنة بالدعم والرعاية التي قدمها مركز أولاف بالمه والتسهيلات من الحكومة السويدية، إضافة إلى المواكبة الأوروبية والأمريكية والبريطانية التي ازداد تفاعلها تدريجياً.
وأوضحت أن المشاركين توصّلوا خلال اللقاءات التشاورية إلى توافقات جوهرية حول عدة قضايا، أبرزها الهوية السورية الجامعة ضمن حدود سوريا الرسمية كوطن نهائي للسوريين بغض النظر عن انتماءاتهم وهوياتهم الفرعية. كما تم الاتفاق على اعتماد اللامركزية كضمانة للجميع، وفصل الدين عن الدولة كضرورة للدولة الحديثة، مع التأكيد على الحريات الأساسية وحقوق الإنسان وتحرر المرأة كمبادئ دستورية محصّنة وغير قابلة للتعديل.
وبينت اللجنة أنه تم عقد طاولة مستديرة في مبنى البرلمان الأوروبي لبحث الإجراءات العملية للمرحلة المقبلة، كما نظّمت ورشة شبابية ناجحة في بروكسل ركزت على دور الشباب في تنظيم وتوحيد القوى الديمقراطية.
وتوجهت اللجنة بتحية خاصة لروح الدكتورة بسمة القضماني التي كانت جزءاً أساسياً في المشروع حتى أيامها الأخيرة قبل وفاتها.
وشدّدت اللجنة على أن المؤتمر ليس مهمة تنتهي بانتهائه، بل هو مجرد عتبة للبدء بورشة كبيرة وخلاقة، داعية جميع القوى والمحاولات الموازية للعمل المشترك وخلق مساحات للتوافق، مؤكدة انفتاحها على النقد والاختلاف شرط العمل المشترك والحوار.
واختتمت اللجنة كلمتها بالدعوة لبناء سوريا حرة موحّدة ودولة ديمقراطية حديثة، معلنة افتتاح المؤتمر رسمياً واقتراح انتخاب مكتب رئاسة له، لتنتهي بذلك مهام لجنة الإعداد.