في الذكرى العاشرة لليوم العالمي للتضامن مع كوباني
في مثل هذا اليوم، نستذكر الملحمة البطولية التاريخية التي سطّرتها مدينة كوباني في مواجهة أعتى هجمة إرهابية. لقد تحولت مقاومة كوباني إلى منارة عالمية للنضال ضد قوى الظلام والتطرف، وأصبحت رمزاً للإرادة الإنسانية في مواجهة الاستبداد والإرهاب.
عندما هاجم تنظيم “داعش” الإرهابي مدينة كوباني في عام 2014، لم يكن يستهدف مدينةً بعينها، بل كان يسعى لتقويض مشروع حضاري يؤمن بالتعددية والديمقراطية والتعايش السلمي. غير أن صمود المدينة وتضحيات أبنائها وبناتها، وتلاحم كافة مكونات المجتمع في الدفاع عنها، حول هذه المعركة إلى نقطة تحوّل محورية في الحرب العالمية ضد الإرهاب.
لقد شكّل التضامن العالمي مع كوباني آنذاك تجسيداً حيّاً لوحدة المصير الإنساني في مواجهة التطرف. فقد التقت إرادة المقاومة المحلية مع الدعم الدولي في معركة مصيرية دافعت فيها المدينة ليس فقط عن نفسها، بل عن القيم الإنسانية المشتركة والتعايش السّلمي.
إن الدماء الزكية التي روت تراب كوباني، والتضحيات البطولية لأبناء وبنات سوريا من كافة المكونات والأطياف، قد وحّدت شعبنا في لحظة تاريخية فارقة، مؤكدة أن وحدة النسيج الوطني السوري هي الحصن المنيع في وجه محاولات تمزيق وطننا.
نقف اليوم أمام تحديات جديدة تتمثل في الهجمات التركية المتواصلة على مناطق شمال وشرق سوريا، والتي تستهدف المدنيين والبنى التحتية في محاولة لتقويض مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية. إن هذه الاعتداءات المتكررة تشكّل تهديداً مباشراً للاستقرار الذي تحقق بتضحيات جسيمة، وتقوّض جهود بناء مستقبل يقوم على أسس الديمقراطية والعدالة.
ندعو المجتمع الدولي، وخاصة القوى التي ساهمت في دعم مقاومة كوباني، إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في حماية المكتسبات التي تحققت في الحرب ضد الإرهاب. كما نطالب بموقف حازم تجاه الانتهاكات التركية المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان في المنطقة.
إن مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والذي انبثق من روح مقاومة كوباني، يسعى لتقديم نموذج إداري يستجيب لتطلعات المجتمع في العيش المشترك والإدارة الفعّالة. نؤكد مواصلة العمل على تطوير هذه التجربة وتعزيز آليات الحوكمة، بما يخدم مصالح جميع المكونات ويضمن حقوقها، مستندين إلى الدروس المستخلصة من تجربة كوباني في الوحدة والتضامن المجتمعي.
1 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
مجلس سوريا الديمقراطية