بنات وأبناء شعبنا السوري العظيم
في هذه اللحظة التاريخية التي تجمع بين الذكرى التاسعة لتأسيس مجلس سوريا الديمقراطية وسقوط نظام الاستبداد الذي قاد البلاد لعقود من القمع والخراب، نقف اليوم لنستحضر معاني النضال والتضحيات التي بذلها الشعب السوري في سبيل تحقيق الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية.
لقد تأسس مجلس سوريا الديمقراطية في عام 2015 كتعبير عن إرادة السوريين في مواجهة نظام مركزي استبدادي لم يعد قادراً على تلبية تطلعات الشعب. واليوم، وبعد سقوط هذا النظام الذي شكّل عقبة أمام تحقيق طموحات السوريين، ندخل حقبة جديدة من العمل الوطني تستوجب توحيد الجهود لرسم ملامح سوريا المستقبل.
إن سقوط النظام ليس فقط نهاية لحقبة مظلمة، بل هو بداية مسؤولية وطنية كبرى تتطلب من جميع القوى السياسية والمجتمعية التكاتف لتأسيس دولة ديمقراطية تعددية تقوم على قيم الحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان.
على مدار سنوات النضال، دفع السوريون ثمناً باهظاً في مواجهة آلة القمع والاستبداد. دماء الشهداء وصمود المعتقلين ومعاناة المهجرين ودموع الأمهات، كلها تروي قصة شعب رفض الخضوع وواجه الظلم بشجاعة استثنائية. إن هذه التضحيات تجعل من واجبنا العمل بإخلاص لتحقيق أهداف الثورة السورية وإرساء أسس سوريا الجديدة.
في هذه اللحظة المفصلية، يدعو مجلس سوريا الديمقراطية إلى وقف العنف في جميع أنحاء البلاد وفتح صفحة جديدة من الحوار الوطني الشامل. وندعو جميع القوى الوطنية السورية، دون استثناء، للجلوس معاً على طاولة الحوار بهدف وضع أسس سوريا المستقبل، دولة تحتضن جميع أبنائها بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية، وتحترم تنوعهم كعامل قوة ووحدة.
كما أن المجلس يؤكد ضرورة مواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها المشاريع التوسعية التركية التي تستهدف وحدة الأراضي السورية وسيادتها. إننا ندعو تركيا إلى إنهاء احتلالها للأراضي السورية والانسحاب الكامل منها، والعودة إلى حدودها الدولية المعترف بها. فقط من خلال هذا الالتزام يمكن بناء علاقات جوار متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل.
مجلس سوريا الديمقراطية يلتزم بمواصلة العمل على تحقيق العدالة الانتقالية، وإنصاف الضحايا، وترسيخ المصالحة الوطنية كخطوات أساسية نحو بناء سوريا التي يحلم بها الجميع. كما يشدد المجلس على أهمية تمكين المرأة والشباب، وضمان مشاركتهم الفاعلة في صنع القرارات وبناء المستقبل، لأنهم الركيزة الأساسية لنهضة البلاد.
أيها السوريون الأحرار، إن هذه اللحظة التاريخية التي صنعتموها بتضحياتكم هي ملك لكم. دعونا معاً نغتنم الفرصة للبناء على هذا الإنجاز، ونعمل على تأسيس وطن جديد تسوده قيم الحرية والمساواة والسلام. سوريا المستقبل تنتظرنا، فلنكن على قدر هذه المسؤولية العظيمة.
10 كانون الأول/ديسمبر 2024
مجلس سوريا الديمقراطية