وجّه الدكتور محمود دحام عبد العزيز المسلط، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رسالة إلى أبناء الوطن السوري وبشكل خاص القبائل والعشائر العربية، دعا فيها إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين العرب، والكرد، والإيزيديين، والدروز، والمسلمين، والمسيحيين، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن الفتن والصراعات التي لا تخدم إلا أعداء الوطن، معتبراً أن المرحلة الحالية تستدعي المزيد من العمل المشترك للحفاظ على السّلم الأهلي وبناء سوريا الجديدة، دولة حرة وموحدة، تتسع للجميع.
وجاء في نص الرسالة:
أهلي الأعزاء
السلام عليكم
في ظل الظروف الراهنة التي تمرّ بها سوريا الحبيبة، ومع تحقيق الشعب السوري لخطوات هامة نحو الحرية والكرامة، نؤكد على ضرورة الحفاظ على المكتسبات التي حققتها الثورة السورية المجيدة والعمل على صونها. إن واجبنا الوطني والأخلاقي يحتم علينا تعزيز الوحدة الوطنية بين كافة مكونات الشعب السوري وتجنّب أي انجرار نحو الفتن أو الصراعات الداخلية التي قد تؤدي إلى حرب أهلية لا تخدم إلا أعداء الوطن.
إخواني الأعزاء:
اليوم نقف جميعاً من العرب والكرد والإيزيديين والدروز والمسلمين والمسيحيين مع سوريا الجديدة ومع هذا النصر الكبير لنصنع مستقبل جديد لأبناء الوطن الواحد من القامشلي إلى السويداء و من حلب إلى اللاذقية على جميع الجغرافية السورية بكل مكوناتها وطوائفها.
عشائرنا الحبيبة:
كان لكم الدور الكبير في أمن واستقرار المنطقة والتاريخ يشهد بذلك واليوم يجب أن يكون لنا دور في حفظ البلد من أمن واستقرار وعدم الانجرار الى الفتنة التي تخدم فقط أعداء هذا الوطن وهذا الانتصار، فيجب العمل والحرص على لعب الدور الأكبر في الحفاظ على السّلم الأهلي في البلاد.
إن قوات سوريا الديمقراطية هي جزء من نسيج سوريا وأخوتنا الكرد هم مكون أصيل من تاريخ ونسيج هذا البلد.
إن أبناءنا جزءٌ من هذه القوات حاربوا “داعش” وحافظوا على وحدة وأمن واستقرار البلد.
لا نريد اليوم أن تنجروا إلى فتنة عربية كردية.
إن بعض المفلسين والغوغائيين يحاولون العبث باستقرار ووحدة مكوناتنا والعبث بالسّلم الأهلي في هذه المناطق مستغلين حالة الانتصار التي يعيشها البلد بكل مكوناته.
لقد علّمنا التاريخ أن الانقسامات الداخلية كانت دائمًا أكبر خطر يهدد استقرار الأوطان. لذلك، علينا جميعًا أن نستقي الدروس والعِبر من الماضي ونتكاتف من أجل الحفاظ على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، وضمان أمنها واستقرارها، باعتبارها مسؤولية تقع على عاتق كل مواطن ومواطنة.
وفي هذا السياق، نشدد على أهمية الابتعاد عن الخطاب الطائفي أو التحريضي الذي يعمّق الانقسامات، وبدلًا من ذلك ندعو إلى تفعيل الحوار السوري-السوري كطريق أساسي لحل الخلافات وتعزيز التفاهم بين جميع الأطراف. الحوار هو السبيل الأوحد لبناء سوريا الجديدة التي تحترم جميع مكوناتها وتضمن العيش الكريم لكل أبنائها.
ندرك أن أمامنا تحديات كثيرة ومعقدة، ولكن بإرادتنا المشتركة وتضامننا، يمكننا تجاوز هذه التحديات وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعدالة والعيش الكريم.
عاشت سوريا حرة موحدة، والخزي والعار لكل من يسعى لتفتيتها أو زعزعة استقرارها.
د. محمود دحام عبدالعزيز المسلط