أشادت السيدة جيهان خضرو، رئيسة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، خلال كلمتها الافتتاحية في الملتقى التشاوري المنعقد في مدينة الرقة تحت عنوان: “سوريا ما بين تغيير الواقع السياسي ومستقبل المرأة”، بالدور التاريخي والنضالي الذي لعبته المرأة السورية على مرّ السنين، مؤكدة أن مشاركتها الفاعلة تمثل ضرورة أساسية لتحقيق التحوّل السياسي والاجتماعي في البلاد.
دور المرأة في الثورة السورية والنضال الوطني
وافتتحت خضرو كلمتها بتسليط الضوء على مساهمة المرأة السورية التاريخية في مختلف المراحل النضالية التي مرّت بها البلاد، مشيرة إلى المحاولات المستمرة لإقصائها وتهميش دورها الفاعل، إلا أنها واجهت هذه التحديات بشجاعة وعزيمة.
وأضافت: “رغم القمع والتهميش الذي طال المرأة السورية لعقود، إلا أنها كانت دائماً في مقدمة الحراك الشعبي، سواء في الشوارع، أو ساحات النضال السياسي، أو حتى في ظل أصعب الظروف كالسجون والمعتقلات. المرأة السورية اليوم تعيد كتابة التاريخ من جديد، وتُثبت أنها ليست فقط جزءاً من المجتمع، بل هي عموده الفقري”.
التضحيات والمعاناة المضاعفة للمرأة السورية
وأكدت خضرو أن الثورة السورية التي استمرت لأكثر من عقد خلّفت آثاراً مدمرة على جميع السوريين، وخاصة النساء اللواتي تحملن عبئاً مضاعفاً جراء النزوح، الفقر، والاضطهاد.
وتابعت: “لقد دفعت النساءُ السوريات ثمناً باهظاً بسبب النزاعات، بدءاً من التشرد والنزوح، وصولاً إلى العنف الجسدي والجنسي والتمييز الممنهج. ومع ذلك، أظهرت المرأة السورية شجاعة استثنائية، وأسهمت بفاعلية في الحراك الثوري، متحدية القيود التي فُرضت عليها”.
المرحلة الانتقالية وأهمية تمكين المرأة
وخلال كلمتها، شددت خضرو على أن المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها سوريا الآن تمثل فرصة ذهبية لإعادة النظر في مكانة المرأة ودورها المحوري في بناء المستقبل. وأكدت أن إشراك النساء في هذه المرحلة ليس مجرد خيار، بل ضرورة لا غنى عنها لضمان تحقيق العدالة والمساواة.
وقالت: “الديمقراطية الحقيقية لا تتحقق دون مشاركة المرأة في صناعة القرار السياسي. غياب النساء عن مواقع القيادة يحرم المجتمع من نصف قوته، ويُضعف فرص بناء دولة قائمة على أسس المواطنة المتساوية”.
الدعوة لتوحيد الجهود النسوية
وأشارت إلى أهمية توحيد الجهود النسوية من مختلف المناطق والخلفيات لضمان تحقيق التغيير المطلوب، مؤكدة أن المرأة السورية لديها القدرة على تجاوز كل العقبات إذا توفرت لها الفرص المناسبة.
وأوضحت: “من خلال هذا الملتقى، ندعو جميع النساء السوريات من كافة المناطق والخلفيات، سواء من الريف أو المدن، للعمل معاً لتوحيد رؤانا وأهدافنا لضمان مشاركة حقيقية وفاعلة للمرأة في كافة مراحل العملية السياسية. نحن بحاجة إلى رؤية استراتيجية شاملة لتحقيق هذا الهدف”.
تمكين المرأة وبناء السلام
وأكدت على أن إشراك المرأة في بناء السلام وإعادة الإعمار هو شرط أساسي لتحقيق الاستقرار في سوريا المستقبل.
ولفتت أن المساواة الجندرية ليست رفاهية، بل هي ركيزة أساسية لبناء مجتمعات أكثر عدلاً واستقراراً. وقالت: “إن جود المرأة في مواقع القيادة يعكس مدى تقدم المجتمع وديمقراطيته. إن سوريا الجديدة تحتاج إلى مشاركة النساء في صياغة الدستور، وحفظ السلام، وإعادة البناء لتصبح أكثر قوة وشمولية”.
آمال وتطلعات
ودعت خضرو كافة النساء السوريات للعمل معاً لتوحيد الرؤى والجهود، وضمان مشاركتهن الفعالة في كافة مراحل العملية السياسية، باعتبار ذلك شرطاً أساسياً لإنجاح التفاوض والتغيير، ودفع سوريا نحو السلام وبناء مستقبل يعكس تطلعات الشعب السوري في العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية.
واختتمت كلمتها بالقول: “كلنا ثقة بأن مخرجات هذا اللقاء ستكون خطوة كبيرة نحو دعم المرأة وتعزيز مشاركتها على كافة الأصعدة”.