تواصلت فعاليات الملتقى التشاوري الذي نظمته لجنة متابعة الحوار الوطني النسوي السوري تحت عنوان “سوريا ما بين تغيير الواقع السياسي ومستقبل المرأة”، برعاية مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، حيث ناقشت المشاركاتُ محورَين أساسيين.
دور المرأة في الثورة السورية
المحور الأول الذي حمل عنوان “دور المرأة في الثورة السورية” أدارته رشا النزال، الناطقة باسم مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية بمدينة الحسكة.
وركّزت النقاشات في هذا المحور على مشاركة المرأة في الحراك الشعبي السوري منذ بدايته، حيث لعبت دوراً رئيسياً وفعالاً في مختلف الميادين الاجتماعية والسياسية والعسكرية.
المرأة في الحراك الشعبي
وأكدت المشاركاتُ أن المرأة السورية أثبتت حضورها القوي رغم ما تعرضت له من عنف واعتقالات. كما حافظت على دورها الثوري كأم، مقاتلة، شهيدة، وطليعية.
اختلاف الأدوار حسب المناطق
وأوضحت المشاركاتُ أن الأدوار النسائية اختلفت بين المناطق، حيث برزت في بعض المناطق مثل مناطق الإدارة الذاتية كقائدة للحراك، بينما واجهت تحديات في مناطق أخرى لتكسير الأنماط التقليدية لمشاركتها في المجتمع.
المرأة السورية في محافظة السويداء
ولفتت المشاركات إلى الدور البارز للنساء في السويداء، خاصة في المطالبة برحيل نظام الأسد والسعي نحو نظام لا مركزي.
التحديات المستمرة
وأوضحت المشاركات أن المرأة السورية ورغم إنجازاتها، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة، خاصة في المناطق الخاضعة للاحتلال التركي، حيث تعاني من التغيير الديمغرافي، والاعتداءات، والانتهاكات بحقوقها.
المرأة والمقاومة: تأسيس وحدات حماية المرأة
وأشارت المشاركات إلى أن النساء السوريات كنَّ في الصفوف الأمامية للمقاومة منذ عام 2013، من خلال تأسيس وحدات حماية المرأة، التي ضمت نساء من مختلف الجنسيات للدفاع عن حقوق المرأة وحريتها.
المحور الثاني: المرأة وسوريا الجديدة
أما المحور الثاني والذي حمل عنوان “المرأة وسوريا الجديدة”، فأدارته نجوى الطويل، الناشطة المدنية من محافظة السويداء.
وتضمن النقاش في هذا المحور، اقتراحات لبرامج عمل وطني يهدف إلى تعزيز دور المرأة في جميع المحافظات، مع التركيز على جملة من المواضيع، منها؛ تعزيز الوعي بحقوق المرأة من خلال نشر ثقافة حقوق المرأة من خلال حملات توعية وبرامج تعليمية تدعم حضورها في المجتمع. وضمان العدالة الاجتماعية عبر حماية المكتسبات الحقوقية ووضع القوانين التي تعزز حقوق المرأة وعدم التمييز.
فضلاً عن ضرورة إنشاء وتفعيل مراكز نسائية ونسوية تكون مساحات للنساء تتضمن برامج تدريب وتثقيف ودعم قانوني وسياسي واجتماعي.
إلى جانب مشاركة النساء في صنع القرار وأن تكون موجودة في كامل مفاصل العملية السياسية والدستورية مستقبلاً بما في ذلك أن تكون مشاركة في كتابة دستور سوريا المستقبل، والتأكيد على تمثيلٍ نسوي فعّال في المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، وأيضاً توسيع دور المرأة في المجالات الاقتصادية والسياسية عبر تقديم برامج تدريبية لتعزيز مشاركتها في الاقتصاد وصنع القرار السياسي.
ختام الملتقى والتوصيات المرتقبة
واختُتمت النقاشات بالتأكيد على ضرورة استمرار العمل الجماعي لتحقيق العدالة والمساواة، وتعزيز حقوق المرأة السورية في كافة المجالات.
ومن المتوقع أن يصدر بيان ختامي يعكس نتائج الملتقى والتوصيات العملية لتحقيق هذه الأهداف.