وصل وفد رسمي رفيع المستوى من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية إلى العاصمة البريطانية لندن، في زيارة تستمر أربعة أيام وتهدف إلى تعزيز الدعم الدولي لرؤية سياسية شاملة تضمن استقرار سوريا ومستقبلها الديمقراطي.
يضم الوفد السيدة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، والسيد حسن محمد علي، الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية.
تركزت الزيارة على مناقشة قضايا أساسية تتعلق بالوضع السياسي والأمني في سوريا، مع تسليط الضوء على تجربة الإدارة الذاتية كنموذج للاستقرار في منطقة مزّقتها الصراعات لعقود. وتتناول المحادثات أيضاً الهجمات المستمرة التي تتعرض لها مناطق شمال وشرق سوريا من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، وأهمية حماية هذه المناطق لضمان استمرار دورها كركيزة للأمن والاستقرار في البلاد.
يسعى الوفد إلى تقديم رؤية الإدارة الذاتية للحل السياسي، والتي تقوم على تعزيز الحلول السياسية كبديل عن النهج العسكري. كما يركز على ضرورة صياغة دستور جديد يضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك الشعب الكردي، ويعزز الشراكات الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار والسلام في سوريا.
بدأ برنامج الزيارة بندوة حوارية في البرلمان البريطاني، حضرها أعضاء من الجالية السورية والكردية ونواب في البرلمان البريطاني، حيث ناقشت التطورات السورية ودور الإدارة الذاتية في صياغة مستقبل سوريا كدولة ديمقراطية تعددية.
وشارك الوفد في جلسة نقاشية بمعهد تشاتام هاوس، بحضور دبلوماسيين أوروبيين وعرب وأكاديميين وسياسيين بارزين، حيث تم استعراض التجربة السياسية للإدارة الذاتية، ودورها في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا. أجاب الوفد على تساؤلات الحضور التي ركزت على رؤيته للحل السياسي في سوريا وأهمية هذه التجربة كنموذج ديمقراطي مستدام.
بالإضافة إلى ذلك، عقد الوفد اجتماعات دبلوماسية مع شخصيات بارزة، بما في ذلك اللورد موريس غلاسمان، المعروف بدعمه للحوار في قضايا الشرق الأوسط، وأندرو ميتشل، وزير الدولة السابق لشؤون التنمية الدولية. تطرقت النقاشات إلى سبل تعزيز التعاون والشراكات الدولية لدعم الاستقرار في سوريا.
كما يشارك الوفد في حفل إحياء ذكرى مقاومة كوباني التاريخية، والذي يقام في لندن بحضور مسؤولين من الحكومة والبرلمان البريطاني، ودبلوماسيين عرب وأجانب، إلى جانب أفراد من الجالية الكردية.
تأتي هذه الجهود في إطار رؤية الإدارة الذاتية لإرساء نموذج ديمقراطي تعددي يحترم التنوع الثقافي والديني، ويعزز حقوق الإنسان في سوريا، وسط دعم دولي متزايد لدورها في مواجهة الإرهاب وبناء مستقبل مشرق لجميع السوريين. كما تدعو إلى وقف التدخلات الخارجية التي أسهمت في تدمير سوريا على مدار أربعة عشر عاماً.
تمثل هذه الزيارة خطوة محورية في تعزيز مكانة الإدارة الذاتية على الساحة الدولية، وترسيخ شراكات تدعم تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة.