في إطار جهوده لتعزيز الحوار الوطني والبحث عن حلول للحالة السورية، نظّم مجلس سوريا الديمقراطية، أمس الثلاثاء، ندوة حوارية عبر “منصة زوم” تحت عنوان “الحالة السورية الراهنة: التحديات والآفاق المستقبلية”. شارك في الندوة نخبة من الخبراء والشخصيات السياسية وممثلين عن المجتمع المدني، حيث تناولت الندوة التحديات الراهنة وسُبل استشراف مستقبل سوريا.
افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية قدّمتها فاطمة الحسينو، إدارية مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية (مركز حلب)، حيث أكدت أهمية هذه المبادرات في تعزيز التواصل بين مختلف الأطراف السورية. شددت الحسينو على أن الحوار يشكل أداة أساسية لمعالجة القضايا الراهنة وبناء مستقبل مشترك يلبي تطلعات السوريين كافة.
وفي المحور الأول؛ قدّم خبات محمد، عضو الهيئة الرئاسية والرئيس المشترك لمكتب أمانة السر لمجلس سوريا الديمقراطية، عرضاً شاملاً تناول التحديات التي تواجه سوريا حاليا، مسلّطاً الضوء على غياب خطاب وطني شامل يوحد كافة المكونات السورية. شدد على أهمية الاعتراف بالتنوع الثقافي والخصوصيات القومية التي تميز الشعب السوري، مؤكدًا أن الاستقرار يتطلب تبني مبدأ الحوار كوسيلة أساسية لتجاوز الأزمات المتراكمة. كما دعا إلى عقد مؤتمر وطني يشمل كافة القوى الوطنية الديمقراطية ويتيح مشاركة حقيقية للسوريين في رسم مستقبلهم بعيدًا عن الإقصاء أو التهميش.
محمد أشار إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية يعمل منذ تأسيسه على ترسيخ مفهوم الحوار السوري الشامل، مؤكدًا أن حل القضايا العالقة يجب أن ينطلق من تفاهمات داخلية تحترم تطلعات كافة المكونات السورية.
في المحور الثاني، قدّم المحلل السياسي مصطفى رستم رؤية استشرافية لمستقبل سوريا، حيث أكد ضرورة خلق مناخ ملائم لحوار وطني شامل يكفل تمثيل جميع الأطياف السورية دون تمييز. أشار إلى أن صياغة دستور جديد يعكس تطلعات كافة السوريين يُعد خطوة أساسية في بناء دولة ديمقراطية.
رستم سلط الضوء على أهمية التصدي للتحديات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد، مشددًا على الحاجة إلى استعادة النشاط الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للسوريين. واعتبر أن الفلتان الأمني والاقتتال المستمر يشكّلان عائقًا أمام تحقيق الاستقرار، ما يستدعي إيجاد حلول عملية لهذه الأزمات كجزء من بناء سوريا المستقبل.
شهدت الندوة نقاشات مكثفة بين المشاركين، حيث تم استعراض السيناريوهات المستقبلية والحلول الممكنة لمعالجة الأوضاع الراهنة. ركزت النقاشات على تعزيز المصالحة الوطنية وتوسيع دائرة الحوار لتشمل كافة القوى الوطنية الديمقراطية.
اختُتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة توحيد الجهود وتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف السورية لضمان بناء دولة ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مكوناتها وتلبي تطلعات شعبها نحو السلام والاستقرار.