بدعوة لإقامة تحالف المواطنة والعمل المشترك في سوريا، عُقد اليوم السبت لقاء تشاوري في مقهى الكمال بالعاصمة دمشق، بحضور ممثلين عن القوى والأحزاب السياسية والمدنية والفعاليات الثقافية والاجتماعية. ركز اللقاء على مناقشة سبل بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية تعكس تطلعات السوريين والسوريات، وتسعى لتحقيق المساواة والعدالة للجميع.
مثل مجلس سوريا الديمقراطية في اللقاء نائب الرئاسة المشتركة للمجلس، السيد علي رحمون، الذي ألقى مداخلة شاملة تناولت المرحلة الراهنة في سوريا. وصف رحمون هذه المرحلة بأنها مفصلية، مشيراً إلى أن سقوط نظام الاستبداد يمثل خطوة أولى نحو التحرر، لكنها لا تعني بالضرورة تحقيق الحرية. وبيّن أن التاريخ يُظهر أن الانتقال من التحرر إلى الحرية عملية معقدة وغير مضمونة، إذ أفرزت العديد من التجارب أنظمة أكثر استبداداً من تلك التي أطاحت بها ثورات أو حركات تمرد.
أكد رحمون أن الإدارة الحالية التي استلمت زمام الأمور في سوريا تعتبر أنها أنجزت خطوة التحرر الأولى باتجاه بناء سلطة، لكنه شدد على أن الحرية هي الهدف الأكبر الذي يتطلب جهداً جماعياً. وتساءل عن دور القوى السياسية والاجتماعية في هذه المرحلة، مشيراً إلى ضرورة العمل المشترك لتحقيق رؤية موحدة لمستقبل سوريا. وركز حديثه على أهمية بناء دولة المواطنة المتساوية، حيث تكون الحقوق والواجبات مكفولة للجميع دون أي تمييز أو إقصاء، مع التأكيد على أن هذه الدعوة للعمل المشترك تمثل خطوة نحو تحقيق حلم السوريين بدولة ديمقراطية تعددية تُلبي تطلعات الجميع.
وأضاف رحمون أن هذه المرحلة تتطلب توحيد الجهود والعمل المشترك لتشكيل رؤية سياسية متكاملة، لا تقتصر فقط على تجاوز الاستبداد، بل تهدف إلى بناء دولة تضمن سيادة القانون، وتحمي حقوق جميع المكونات دون تهميش أو إقصاء. وأكد أن هذا اللقاء يمثل بداية مهمة نحو صياغة مبادئ مشتركة لبناء سوريا الجديدة، مع التركيز على مفهوم المواطنة كعامل أساسي لتحقيق الديمقراطية المنشودة.
شهد اللقاء مداخلات أخرى من المشاركين، ركزت على أهمية استعادة وحدة سوريا أرضاً وشعباً، مع تعزيز مفاهيم الدولة الوطنية الديمقراطية التي تضمن السيادة للشعب وحرية الرأي والتعبير لجميع المواطنين والمواطنات.
في ختام اللقاء، تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية تضم ممثلين عن القوى السياسية والاجتماعية، بما في ذلك ممثل مجلس سوريا الديمقراطية، لصياغة رؤية سياسية واضحة لتحالف المواطنة. وستعمل اللجنة على التحضير لعقد مؤتمر وطني شامل يجمع مختلف القوى والشخصيات الوطنية من جميع المناطق والمكونات، لوضع أسس ومبادئ تضمن بناء دولة ديمقراطية تعددية تعكس طموحات الشعب السوري.