استجابة لدعوة من السفارة السويدية في لبنان وسوريا، التقى وفد من مجلس سوريا الديمقراطية «مسد» في دمشق بـ القائمة بأعمال السفارة السويدية السيدة جيسيكا سفاردستورم، بحضور السكرتيرة السياسية للسفارة السيدة أليس وادستروم. وضم الوفد كلاً من السيد علي رحمون، نائب الرئاسة المشتركة للمجلس، والسيد زياد وطفة، عضو المكتب السياسي لحركة التغيير الديمقراطية المنضوية تحت مظلة «مسد».
ركز اللقاء على التطورات في سوريا بشكل عام، مع تسليط الضوء على الوضع في شمال وشرق البلاد. استفسرت السفيرة السويدية عن مسار الحوار والمفاوضات الجارية بين مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية مع الإدارة السياسية في دمشق، إضافة إلى العلاقة مع تركيا والحوار معها.
وخلال النقاش، أشار وفد «مسد» إلى أن سوريا تمرّ بمرحلة انتقالية تتسم بالتحديات الكبيرة، نتيجة لعدم وضوح الرؤية المستقبلية لدى الإدارة الجديدة في دمشق، إلى جانب الحاجة إلى تطوير آليات عمل تواكب المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد. وأكد الوفد على أهمية تحقيق خطوات ملموسة تُسهم في تعزيز الثقة بين مختلف الأطراف، مع ضرورة معالجة بعض القضايا المرتبطة بالحوكمة والتنظيم الإداري لضمان الاستقرار.
كما أبدى الوفد قلقه من بعض القرارات والتوجهات التي قد تؤثر على قطاعات حيوية، مثل المؤسسة العسكرية والوظائف العامة، مشيرين إلى أهمية معالجة هذه القضايا بما يحقق العدالة ويحافظ على تماسك المؤسسات.
وأضاف الوفد أن هناك تحديات تتعلق بالتدخلات الخارجية، خاصة من الجانب التركي، والتي تؤثر بشكل مباشر على استقرار شمال وشرق سوريا. كما تم التحذير من التحريض الإعلامي المستمر من قبل بعض الجهات المرتبطة بتركيا، الذي يهدف إلى تقويض الأمن في المنطقة عبر التحشيد ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وفي سياق الحديث، أكد وفد المجلس أن تحقيق الاستقرار في سوريا هو مفتاح لاستقرار المنطقة بأكملها، محذرين من أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي، وخاصة في أوروبا. كما شددوا على أهمية دور السويد والاتحاد الأوروبي في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق انتقال سياسي شامل يضمن تمثيل الجميع دون إقصاء.
من جانبها، أكدت السفيرة السويدية على أهمية الحوار كسبيل أساسي لحل الأزمة السورية، معربة عن قلقها من المخاطر التي تهدد الاستقرار في البلاد، بما في ذلك احتمال عودة التصعيد في مناطق مختلفة. وأشارت إلى أن السويد ستعمل على دعم القضية السورية من خلال البرلمان الأوروبي، بما يُسهم في تعزيز الجهود لتحقيق السلام والاستقرار.
وفي ختام اللقاء، شددت السفيرة على أهمية استمرار التعاون والتواصل بين الجانبين، مؤكدة أن السويد ستظل شريكاً داعماً للسوريين في مساعيهم لبناء دولة ديمقراطية تشمل الجميع وتضمن تحقيق الاستقرار والتنمية.