زار وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية، يوم أمس، مكتب مجلس سوريا الديمقراطية في مدينة الحسكة، وذلك في إطار تعزيز الحوار الوطني وتوسيع آفاق التعاون السياسي بين القوى الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. وضم الوفد الزائر كلاً من كبرييل موشي كورية، مسؤول المنظمة، وبشير سعدي نائب المسؤول، بالإضافة إلى عدد من أعضاء المنظمة. وكان في استقبالهم الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية السيدة ليلى قره مان والدكتور محمود المسلط، إلى جانب عدد من أعضاء الهيئة الرئاسية. وخلال الاجتماع، شدد السيد كبرييل موشي على وجود تقاطعات فكرية وسياسية بين المنظمة ومجلس سوريا الديمقراطية، لا سيما فيما يخصّ وحدة الأراضي السورية، والاعتراف الدستوري بالهوية الآشورية والسريانية ضمن إطار وطني جامع. وأكد على أهمية تحويل هذه القواسم المشتركة إلى أدوات فاعلة في العمل السياسي من أجل بناء نموذج ديمقراطي مستقر وقابل للتطبيق في عموم البلاد. من جانبها، أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، السيدة ليلى قره مان، أن “الظروف الحالية باتت مهيّأة لبناء بيئة سياسية مستقرة في سوريا، وأنه يقع على عاتق القوى السياسية العمل على توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات”.
واعتبرت أن الحوار والتفاهم بين المكونات السورية هو المدخل الحقيقي لبناء سوريا ديمقراطية جديدة، تلبي تطلعات جميع أبنائها، وتضمن العدالة والمساواة لكل مكوناتها: السريان، الآشوريين، الكرد، العرب، التركمان وغيرهم. وشدد الجانبان خلال الاجتماع على ضرورة استمرار اللقاءات الثنائية وتكثيف العمل المشترك من أجل تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية سورية جامعة، تكون قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والدفع نحو حلّ سياسي شامل. وفي ختام اللقاء، وصف وفد المنظمة الآثورية الاجتماع بأنه “إيجابي وبنّاء”، وعبّر عن استعدادهم لتعزيز التعاون المشترك وتوسيع النقاشات بما يخدم مستقبل سوريا الموحدة والديمقراطية. وفي سياق آخر، استقبل مجلس سوريا الديمقراطية، اليوم في الرقة وفداً من الحقوقيين والقانونيين من مدينة كوباني، وتم مناقشة قضايا محورية تتعلق بمستقبل العملية السياسية في سوريا، ودور القانونيين في ترسيخ مبادئ العدالة والعيش المشترك.
وتم خلال الاجتماع بحث مسألة الإعلان الدستوري كخطوة أساسية في تنظيم الحياة السياسية والإدارية في سوريا، حيث أكد الحضور على ضرورة أن يكون هذا الإعلان شاملاً ومعبّراً عن تطلعات جميع مكونات الشعب السوري، من عرب وكرد وسريان وآشور وغيرهم، لضمان عدم اختزاله بلون أو مكون واحد، بما يرسخ مبدأ التعددية والشراكة الحقيقية. كما ناقش المجتمعون التفاهمات الإيجابية التي جرت مؤخراً بين الإدارة الذاتية وسلطة دمشق، واعتبروها مؤشراً مشجعاً نحو فتح قنوات حوار جادة، يمكن أن تفضي إلى حلول واقعية تضمن حقوق كافة السوريين وتُجنّب البلاد المزيد من الانقسام. وساد اللقاء جوّاً من الارتياح والتفاهم، وأكد الحاضرون دعمهم الكامل لمساعي مجلس سوريا الديمقراطية في بناء سوريا ديمقراطية تعددية تشاركية تضمن الحقوق والحريات وتحقق العدالة الاجتماعية.