تستمر دولة الاحتلال التركي بتطبيق ممارساتها الاستعمارية حيث نفذت قوات الاحتلال خلال الأسابيع القليلة الماضية عمليات هدم وجرف واسعة النطاق لمنازل وأملاك المدنيين في قرية جلبل، استكمالا لأعمال بناء الجدار العازل ، لعزل مدينة عفرين عن مناطق شمال حلب وبالتالي عن سوريا بشكل كامل.
يمثل الجدار الذي شرعت قوات الاحتلال في بناءه حول مدينة عفرين السورية أحدث فصل في خطة تهدف إلى تكريس احتلال المناطق السورية وضمها إلى تركيا، وذلك من خلال عمليات تهجير لأكثر من 300 ألف مواطن من سكان عفرين، بهدف إحلال مجموعات إرهابية مكانها.
على الجميع أن يعلم أن الجدار التركي العازل هو جزء من عملية ممنهجة لتغيير البنية الديمغرافية وإحلال عناصر مرتبطة بتركيا في هذه المناطق، وتغيير هوية المدينة.
هذه الإجراءات الأخيرة تثبت للجميع حتى من كانوا يدفنون رأسهم بالرمال أن تركيا هدفها احتلال الأراضي السورية ولكن بشكل تدريجي فاليوم عفرين وغداً ستكرس احتلالها لإدلب عبر ما تسمى نقاط المراقبة.
أن التحركات التركية تنذر بمخاطر جسيمة على هيكلية الدولة السورية والمجتمع السوري ووحدة أراضيه, لأن الخطط التركية تقوم على احتلال الأراضي وتشكيل كيانات إرهابية بوجوه شكلية تنخرط داخل العملية السياسية.
ان استحضار المسؤولين الاتراك لتراث أجدادهم العثمانيين هو أمر فائق الخطورة فقبل شهرين تحدث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن تبعية عفرين للأراضي التركية، وفقا للميثاق الملي الذي استندت له تركيا لإثبات أنها لم تخسر عفرين في الحرب العالمية الأولى وأنها ضمن حدودها، لكنها ظلمت في التنازل عنها بموجب اتفاقية لوزان عام 1923.
ورغم هذه التحركات التركية الخطيرة على سيادة ووحدة الدولة السورية إلا أن النظام السوري علق على ذلك ببيان ضعيف يخلو من أي جدية, ويعتبر بمثابة ذر الرماد بالعيون حيث أن هذه الخطوة ليست بعيدة عن حلفائه الروس والإيرانيين الذين يتشاركون مع الاحتلال التركي عبر اتفاقيات استانا.
نحن في مجلس سوريا الديمقراطية نستنكر هذه الإجراءات وندعو العالم وجميع القوى الوطنية السورية لأخذ على عاتقها المسؤولية تجاه الممارسات التركية التي أصبحت مكشوفه للجميع والتي تهدف لاحتلال الأراضي السورية.
مجلس سوريا الديمقراطية
26 نيسان 2019