بقلم: سينم محمد
الولايات المتحدة الاميركية غامرت بهذه العملية واعتمدت على سيناريوهات متعددة لتجنب كافة الاحتمالات الواردة ولكنها ليست القوة الوحيدة في المنطقة فهنالك قوى أخرى متواجدة وسوف تستغل كل مايحدث لمصالحها ومن هنا يكمن الخطر الأكبر في تداعيات هذه العمليه على واشنطن.إن مايحدث الآن هو أكبر دليل على فشل سياسي كبير للجميع.
وهو دليل على وجود انحباس سياسي يتوجب حرباً من أي نوع لتحريك العجله السياسية. إن الافلاس السياسي للجميع في الشرق الاوسط سيجبر أحدهم إلى عمل كبير لتحريكه ولن تتحرك هذه العجلة الا بعمل عسكري كبير يؤدي الى اختلال التوازنات وإيصالها لنقطة الصدام أو تجاوزها.
إن ما يحصل في الشرق الأوسط ليس سوى مخاض عسير لنظام عالمي جديد سيولد ويبصر النور للإعلان عن مرحلة جديدة للعالم أجمع.
التغيرات القادمة في الشرق الأوسط والخليج العربي كبيرة وبخطوات متسارعة جداً قد تودي للانهيار.
والضغط على شعوب المنطقه بهذا الشكل سيكون له تبعيات كبيره تنعكس على ثقافته ومبادئة.
ولن تكون الولايات المتحدة بمنأى عن الضرر الذي سيحدث في المنطقة وخصوصاً بأن موسكو ستتصدر الواجهة السياسية وستنتقل مراكز القوى من عاصمة إلى أخرى أو تتوزع
النظام الجديد لن يولد عاجلاً ولكن سيأخذ وقته الكافي وستحكمه التكنولوجيا والاقتصاد الالكتروني وستكون القوة اقتصاديه وتكنولوجية أكثر منها عسكرية.
منذ مطلع الألفية الثانية انتقلت القوة إلى من يملك التكنولوجيا بشكل خفي، حيث تم تغليف هذه التكنولوجيا بشكل اقتصادي وعسكري ولكن الجوهر كان تكنولوجياً، أما الآن تكشف الجوهر وبات التحول إلى عالم الأتمتة والاقتصاد الالكتروني أمر مفروض، وستنتقل معه كل القوى الاقتصادية في العالم لمستوى أخر من القوة.
استمر الرجل المريض ٧٠ عاماً في منازعته للموت و القارة العجوز تصارع الموت ولكن هذا الصراع قد أخرجها فعلياً من دائرة القوى العظمى. وبحسب قوانين الفيزياء بأن القوة لا تفنى أو تخلق من العدم ، فأن انتقال القوى من أوروبا قد تم بشكل كبير جداً إلى شرق آسيا متوزعة في العديد من العواصم هناك.
لا شيء سوف يعيد الإنسانية إلى مكانتها إلا الإنسان نفسه وذلك بالعودة إلى القيم الأخلاقية والإنسانية التي صقلتها الثقافات البشرية على مر التاريخ.
نحن لسنا فقط على أبواب تحول سياسي وبناء نظام عالمي جديد بل نحن على أبواب تغيير أخلاقي شامل ومرحلة متقدمة جداً من النظام الجديد يكبل الإنسانية ويجردها من الأخلاق ويغتال جوهر الروح والضمير البشري ..سؤال يطرح نفسه بقوة يبحث عن إجابة … البشرية الى أين ؟