Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

 

تصنف الأزمة السورية واحدة من أعقد الأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط الحافل بالأزمات والصراعات والنزاعات المسلحة ودائماً الضحايا هم شعوب المنطقة بمختلف تكويناتهم وتشكيلاتهم.

دخلت الأزمة السورية عامها العاشر دون أن يلوح في الأفق حلٌ قريب، حيث فشلت كافة الجهود الدولية لإنجاز عملية سياسية مجدية، كما لم تُفلح محاولات وقف إطلاق النار والهدنات المتتابعة في إنقاذ أرواح المدنيين إلا على نحو جزئي محدود.

يشير تقرير للمنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى حجم المعاناة التي يعيشها السوريين جراء النزاع الدائر، حيث لا يزال المدنيون هم الضحية الأولى للنزاع المسلح في سوريا.

ليسوا مجرد أرقام

رفضت السلطات السورية التعاون مع منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية، وواصلت ملاحقة الحقوقيين السوريين ورفض نشاط المنظمات الحقوقية المحلية التي لا تعترف بها من الأساس، كما شاركت المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية المناوئة لها في قتل الحقوقيين السوريين واختطافهم وملاحقتهم.

ويقول التقرير التوثيقي والتحليلي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان أن تعذُر تواجد المنظمات الحقوقية حال دون توافر توثيق كافٍ للانتهاكات الجسيمة المرتكبة في سياق النزاع الجاري، وخاصة ما يتعلق بالتعذيب والمختفين قسريًّا والمحتجزين دون ضمانات قانونية، والقيام برصد كافٍ للمحاكمات غير العادلة.

ويضيف التقرير أنه ونتيجة لذلك تورطت أطراف النزاع في ارتكاب فظاعات ضد المدنيين ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية يتوافر في أغلبها الركن المعنوي (القصد الجنائي)، وبقيت العدالة مفهومًا غائبًا عن الوضع في سوريا رغم تداعياته المذهلة على الأوضاع العالمية.

حروب بالوكالة

تدار على الجغرافية السورية وفق المراقبين حرب إقليمية وأخرى دولية وقودها السوريين والبنية التحتية لبلادهم، حيث ووفق تقرير المنظمة العربية لحقوق الإنسان شكّل التدخل العسكري المباشر للطرفين الروسي والأمريكي نقطة تحول في الوضع الميداني والسياسي، وقوض الآمال التي كانت معقودة على أن يسهم تفاهم روسي أمريكي في فرض حد للنزاع وبدء مسار تسوية، غير أن ذلك التدخل المباشر أضاف إلى الوضع تعقيدات هائلة رغم المشاهد والتصريحات التي رافقت اجتماعات الطرفين بغرض التوصل إلى تفاهم في ظل تدخلاتهما المباشرة.

إلى جانب ذلك كان التدخل الإقليمي له بالغ الأثر في تعميق جراح السوريين وبالأخص التدخل والاحتلال التركي والمشاركة الإيرانية إلى جانب قوات الحكومة السورية.
فلم تتوقف الأطراف عن مغايرة تصريحاتها وتعهداتها المعلنة عبر تقديم أشكال دعم غير محدودة بصور مباشرة وغير مباشرة للمتحاربين على نحو حوّل الصراع إلى حرب بالوكالة، وأسهم في تأجيج العنف وتقويض فرص التسوية.

الجار.. العدو
يتناول تقرير المنظمة التحولات غير المحدودة في السياسة التركية التي انتقلت أولوياتها من دعم الجماعات المسلحة المناوئة للنظام إلى اتخاذ تدابير مغايرة بهدف إعاقة الإنجاز الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية في محاربة التنظيم الإرهابي داعش وبالتحديد بعد أن حظي قسـد بدعم دولي لا محدود وبالأخص من قبل القوى الكبرى في مقدمتها الويلات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي.

ويسرد التقرير كيف انتقلت تركيا من حالة الخصومة مع قوات سوريا الديمقراطية إلى العداوة المباشرة عبر احتلال مناطق سوريا كانت تحت سيطرة قسـد عقب تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي. احتلت الدولة التركية في بداية عام 2018 منطقة عفرين ذي الغالبية الكردية ومن ثم احتلت الشريط الحدودي من مدينة سري كانية/ رأس العين إلى ناحية تل أبيض في ريف الرقة.

سوريون.. مرتزقة وأعداء

أفرزت حالة التدخلات والاصطفافات الدولية كيانات وتشكيلات عسكرية وسياسية سورية بعيدة عن قيم المجتمع السوري وكما يذكر تقرير المنظمة العربية لحقوق الإنسان؛ كان لاستمرار حل المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة والانشقاقات في صفوفها وإعادة تشكيلها وظهور المئات منها، أثر كبير في تعثر قيام الضحايا والناجين بتحديد الجناة المحتملين بدقة.

وقامت تلك المجموعات المسلحة بتبني أفكار متطرفة وبالتحديد تلك المرتبطة بالدولة التركية وارتكبت فظائع في كل من عفرين والمناطق السورية الأخرى المحتلة من قبل تركيا،فضلا عن استخدامهم كمرتزقة في حروب خارج الحدود السورية لجهة المصالح التوسعية لتركيا.

رغم الجهود المبذولة في المحطات المختلفة لتدشين مسار تسوية سياسية وسلمية للوضع الذي بات يعد الأسوأ عالميًّا ويتطلب تكثيف الجهود لوضع حد للكارثة التي يعيشها السوريين منذ تسع سنوات

المشاركة