نظم مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، بالتنسيق مع مكتب المرأة في تنظيمات المجتمع الديمقراطي، ندوة حوارية تحت عنوان “أهمية دور المرأة في العدالة الانتقالية”، اليوم الثلاثاء في مدينة الرقة، بمشاركة فاعلة لنساء يمثلن مؤسسات مدنية وتنظيمات نسوية ومجالس محلية، إلى جانب ممثلات عن عوائل الشهداء، وهيئة الداخلية، وأحزاب سياسية، وتجمع نساء زنوبيا.
ركزت الندوة على الدور الحيوي الذي ينبغي أن تضطلع به المرأة في مراحل العدالة الانتقالية، بما يشمل كشف الحقيقة، المساءلة، المصالحة، وبناء المستقبل. وتمحورت النقاشات؛ أن العدالة لا يمكن أن تتحقق بمعزل عن مشاركة النساء، سواء كضحايا لانتهاكات الصراع أو كشريكاتٍ فاعلات في صياغة مرحلة ما بعد النزاع.
وفي مداخلتها، شددت فاطمة محمد، الإدارية في مكتب المرأة بمسد، على أن تغييب المرأة عن مواقع صنع القرار يشكل عائقاً حقيقياً أمام تحقيق عدالة شاملة ومستدامة. وأوضحت أن العدالة الانتقالية تتطلب شراكة حقيقية للنساء في رسم ملامح المستقبل، مشيرة إلى أن المرأة لم تكن فقط ضحية للصراعات، بل كانت ولا تزال ركيزة في النضال من أجل مجتمع ديمقراطي وعادل.
اختُتمت الندوة بجملة من التوصيات ركزت على ضرورة إشراك النساء في صياغة آليات العدالة الانتقالية، وتعزيز التوعية بدورهن في بناء السلم الأهلي، وتكثيف الاهتمام بفئة الشبيبة باعتبارهم بناة المستقبل، فضلاً عن المطالبة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق النساء، والعمل على صياغة دستور جديد يضمن المساواة التامة بين المرأة والرجل، إلى جانب الدعوة لنبذ خطاب الكراهية وتعزيز الاعتراف المتبادل بين مختلف المكونات السورية.