Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

نالت مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة للاحتلال التركي القسط الأكبر من الأضرار سواء في الأرواح أو الدمار الذي لحق بالمنطقة التي كانت تعاني أصلا. ولأن هذه المناطق تُدار من قبل فصائل إرهابية موالية لتركيا سواء هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) المصنفة على قوائم الإرهاب دوليا أو ما يسمى “الجيش الوطني”، فقد تضاعفت معاناة الناجين من الكارثة بسبب تحكم تركيا والفصائل الموالية لها بالمساعدات الإنسانية وسرقتها.

كيف ساهمت ما تسمى “الحكومة المؤقتة” بزيادة معاناة المتضررين؟

منذُ الساعات الأولى للزلزال الذي ضرب الجنوب التركي وشمال غرب سوريا سارعت الإدارة الذاتية لمساعدة المنكوبين من هول الكارثة وأرسلت عشرات صهاريج الوقود لإغاثة المنكوبين، لكن امتنعت ما تسمى “الحكومة المؤقتة” عن إدخال هذهِ الصهاريج إلى المنطقة متذرعة بحجج كثيرة وعرقلت كل المساعي لإدخال هذهِ المساعدات إلى السوريين ولم تكتفِ بذلك فحسب بل امتنعت عن التحدث بوضوح وشفافية جراء إغلاق المعابر الحدودية مع تركيا وبررت عبر بيانات لها بأن المعابر الحدودية مفتوحة لمن يريد المساعدة.

كما سارعت حكومة إقليم كردستان العراق إلى إرسال مساعدات إنسانية للمتضررين في تركيا وسوريا، وبقيت القوافل التي أُرسلت من كردستان العراق عالقة على الحدود السورية التركية دون السماح لها بالدخول إلى الأراضي السورية للمساعدة بإنقاذ السوريين، وبعد ضغط كبير على تركيا دخلت الشاحنات التي أتت من كردستان العراق بعد اليوم الرابع من بدء الكارثة لكن حتى دخولها كان مشروطاً بسرقة علنية من أفواه السوريين المنكوبين من قبل الفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي فكيف حدث هذا؟

قد يهمك: الثابت في سياسة دمشق لم يستثني كارثة الزلزال

سرقة للمساعدات المقدمة للشعب السوري

لم تتعظ هذهِ الفصائل بالكارثة التي ضربت المنطقة، ولم تتحرك الآليات التي بحوزتهم إلا بعد اليوم الثالث من الزلزال في والوقت الذي كان السوريون تحت الانقاض يحتاجون يد العون، من منطلق المساعدات التي دخلت إلى شمال غرب سوريا المُقدمة من كردستان العراق ووفقاً لمصادرنا فقد فرضت فصائل ” الحمزات والعمشات” على القافلة أخذ 30٪ من المساعدات ليتم السماح لهم بتوزيع المساعدات الإنسانية على السوريين في منطقة عفرين وجنديرس وما حولها.

حيث تم توثيق حالات بعينها:
-قيام فصيل سليمان شاه (العمشات) بسرقة 270 سلة إغاثية (من أصل 500 سلة) بتاريخ 16 شباط/فبراير الساعة 4 عصراً
وتم وضعها في إحدى مقرات الفصيل في مدينة جنديرس بعفرين.

-استحوذت وزارة التنمية في ما تسمى “حكومة الإنقاذ” التي ترعاها “هيئة تحرير الشام” على نسبة 40٪ من المساعدات الأممية التي دخلت منطقة شمال غرب سوريا (ادلب) وتفرض ذات النسبة على اي مساعدات إنسانية تدخل إلى إدلب.

– أجبرت ما تسمى “الحكومة السورية المؤقتة” فريق مُلهم التطوعي بتوزيع المعونات الإغاثية وفقاً لما تشير هي وبذلك حُرِم الكثير من المتضررين جراء الزلزال من المساعدات الواردة.

السوريين بين نكبة الزلزال ونكبتهم بهذهِ المعارضة التي تحكمهم

إن ضعف الامكانيات المتواجدة في شمال غرب سوريا، وعدم وجود جسم سياسي مستقل يمثل السوريين أدى إلى عشوائية احتواء الكارثة، حيث كانت المعابر العائق الرئيسي لوصول المساعدات إلى المتضررين في الوقت الذي منع الاحتلال التركي إدخال المساعدات في الأيام الأولى إلى شمال غربي سوريا أيضاً منعت عبر مرتزقتها مساعدة السوريين بعضهم البعض بمنعهم من إدخال المساعدات التي قدمتها الإدارة الذاتية، وحتى بعد دخول المساعدات إلى المنطقة تم سرقة قسم كبير منها، ناهيك عن طريقة توزيع هذهِ المساعدات بشكل عشوائي وبشكل غير منظم، مما جعل الأهالي في صدام مع هذهِ الميلشيات كما حدث في 14 شباط حيث قامت  ما تسمى “الشرطة العسكرية” بسحب المساعدات من الأهالي.

فيديو يوضح اعتداء ما تسمى الشرطة العسكرية الموالية لتركيا على منكوبي الزلزال في بلدة جنديرس بمنطقة عفرين أثناء توزيع حصص إغاثية.

إلى الآن لم تحتوي ما تسمى “الحكومة المؤقتة” وحكومة الإنقاذ” الكارثة هناك، حيث لا يزال الكثير من الأهالي في الخلاء ينتظرون أن تتمكن المنظمات العاملة من تأمين سكن كامل من مأكل ومشرب وتدفئة.

مراكز الإيواء لم تستوعب العدد الهائل للمنكوبين، فيما سجلت الكثير من القوافل الإغاثية دخولها الرسمي عبر معبري باب الهوى وباب السلامة والتي إلى الآن لم تكن بالقدر الكافي لأهالي شمال غرب سوريا.

قد يهمك: الفساد يمنع المساعدات عن ضحايا الزلزال في حلب

الشاحنات الأممية التي وصلت إلى معبر باب الهوى بعد حادثة الزلزال:

– الخميس 2023/02/09م: 6 شاحنات
– الجمعة 2023/02/10م: 14 شاحنة
– السبت 2023/02/11م: 22 شاحنة
– الأحد 2023/02/12م: 10 شاحنات
– الإثنين 2023/02/13م: 6 شاحنات
– الثلاثاء 2023/02/14م: 26 شاحنة
– الأربعاء 2023/02/15م: 22 شاحنة
وهناك أعداد أخرى دخلت محمّلة بسلل غذائية وكرافانات ومواد للتدفئة ومواد متنوعة.

فيما سجّلت أكبر قافلة مساعدات دخلت مناطق شمال غرب سوريا قادمة من مناطق شمال وشرق سوريا والتي قدمتها مبادرات اجتماعية وعشائرية ومدنية قُدرت بأكثر من 82 شاحنة بتسهيلٍ من الإدارة الذاتية..

أعداد المتضررين في تزايد مستمر، حيث أحصى منسقو الاستجابة السورية حتى اليوم العاشر من الزلزال أعداد النازحين 171,843 نسمة مع استمرار الإحصاء، وبلغ عدد النازحين القاطنين في مراكز الإيواء 35,843 نسمة ما يعادل 7,122 عائلة موزعين على 172 مركز، وهذه المراكز منتشرة في إدلب وريف حلب.

وبحسب المتضررين جراء الزلزال، فقد عانى المنكوبين من الارتفاع الهائل لأسعار الخيم والتي كان يتراوح ثمنها ما بين 100و250دولارا أو يزيد.

وفقاً لعلي (38 عاماً) أن عددا من المنظمات ومنها “الرحمة” الكويتية و”أفاد” التركية عملوا على إنشاء مخيمات وهمية في منطقة جنديرس للاستفادة من الدعم الذي يأتي للمدينة فيما كان المنكوبون بلا مأوى.

وأضاف أن فساد هذهِ المنظمات وصل إلى حدّ وجود مستودعات بداخلها خياطين يقومون بصنع خيم رديئة الجودة وخفيفة لبيعها للمنظمات ومن ضمن تلك المنظمات المساهمة في هذا الفساد (منظمة أفاد التركية _ ومنظمة الرحمة الكويتية _ ومنظمة عثمان بن عفان) يقومون بسرقة الخيام الجيدة وادخلها إلى تركيا.

في المقابل يقومون بصنع خيام في الداخل السوري لا تصلح للاستهلاك البشري ولا تقي برد الشتاء والعواصف التي تشهدها المنطقة.

ويؤكد على أن إحدى مستودعات هذهِ الخيام يقع على طريق ” دير حسان الدانا” الواقع في ريف ادلب الشمالي
والمستودع الآخر يقع في مدينة سرمدا.

ولا ننسى أن تأخر الاستجابة الدولية لكارثة الزلزال كان اللاعب الأساسي في امتداد زمن احتواء الكارثة واستغلال البعض لها في جمع تبرعات مالية باسم المنكوبين والتي لم تُعرف الى الآن كيف ومتى سيتم توزيعها على المتضررين.

 

سحر الفواز -إدلب

المشاركة