Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

تتواصل الاحتجاجات الشعبية في السويداء بالجنوب السوري، حيث سجل اليوم الثلاثاء، أكثر من 40 نقطة احتجاج في مركز المدينة وأريافها وسط حالة الإضراب العام والعصيان المدني، حيث أُغلقت جميع المحال التجارية، وامتنع غالبية الموظفين عن الذهاب إلى عملهم، كما أضربت وسائل النقل العامة عن العمل.

وتأتي هذه الاحتجاجات نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والقرارات الأخيرة المترافقة مع زيادة رواتب العاملين والتي تسببت بمزيد من إفقار الشعب السوري وتفاقم التضخم الذي يعاني منه اقتصاد البلاد نتيجة استمرار السلطة في دمشق بسياسة التنكيل بالسوريين وتجويعهم.

شاهد/ي: المصير المجهول … السلطة تضع السوريين على قارعة طريق الفقر

السويداء تنتفض

لليوم السادس على التوالي، تشهد محافظة السويداء موجة احتجاجات واسعة ضد سياسات السلطة في دمشق، وتتسع رقعة الاحتجاجات لعل أبرزها في القريا وشهبا وصلخد، وساحة السير وسط مدينة السويداء.

حيث طالب المحتجون بتوقف حركة الموصلات العامة ومقاطعة الموظفين للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وإغلاق الدوائر الحكومية وإعلان حالة الإضراب العام في المحافظة، رداً على قرارات السلطة رفع أسعار المحروقات والقرارات الاقتصادية الأخيرة التي صدرت يوم الأربعاء الماضي.

وأفاد نشطاء من السويداء أن المحتجين قطعوا الطرقات الرئيسية في معظم مناطق المحافظة، بما فيها طريق الأوتوستراد الدولي دمشق – السويداء، ورفعوا في وسط مدينة السويداء في ساحة السير شعارات تطالب بوضع حد للأزمات التي يعشها السوريين.

اجماع محلي وشعبي

لاقى الحراك الشعبي في السويداء تأييدا محليا وشعبيا من قبل السوريين، حيث أبدى “مشايخ العقل” وفصائل محلية في السويداء تضامنهم مع مطالب المحتجين. وأصدرت «الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين» في سوريا ، بيانا يوم الأحد، أيّدت فيه الحراك الشعبي “المحق” في السويداء.

وقال البيان، إن “الصمت لا يعني الرضى، فقد طالت التصرفات والإجراءات لقمة العيش، فآن الأوان لقمع مسببي هذه الفتن والمِحن ومصدري القرارات الجائرة المجحفة الهدّامة، ونقتلع من أرضنا كل غريب وكل مسيء، وكل حارق مارق قبل أن يسرق أموالنا من موقع”.

وأكّد البيان على مشروعية مطالب المحتجين في عموم البلاد “حقكم أن تطالبوا بالعيش الكريم ولن نرضى بالحد الأدنى”. ودعا البيان المسؤولين والجهات المعنية في البلاد إلى ترك مناصبهم إن كانوا عاجزين عن القيام بواجباتهم تجاه أهلهم ووطنهم واقتصادهم.

مطالبات بالتغيير والحل السياسي

كان الدافع لدعوات الإضراب والاحتجاج هو سوء الأحوال الاقتصادية، وضرورة تحسين حياة المواطنين وعدم الاستمرار في إذلال الناس أمام موجات الغلاء المستمرة والمتزايدة من دون حلول حقيقية. فواقع الحال، السوريون لم يعدوا يتحملوا التقصير من قبل السلطة وسط أعباء ومتطلبات الحياة المعيشية، والغلاء الذي اكتسح كل جوانب الحياة، كل ذلك وسط تنامي شعور تخلي السلطة في دمشق عن مسؤولياتها تجاه المواطنين، وغياب أي حلول أو مبادرات لتخفيف وطأة تردي الأوضاع المعيشية والخدمات.

شاهد/ي: سياسة التتريك ..أنقرة تسحق الهوية الأصلية للشمال السوري المحتل

وبعد أن كان سقف المطالب خلال الاحتجاجات السابقة في الجنوب عموما والسويداء على وجه الخصوص محصورة بـ “بدنا نعيش”، ولكن مع عدم استجابة السلطة لتلك المطالب خلال سنوات، تحولت الشعارات للمطالبة بالتغيير السياسي ورحيل السلطة وتطبيق القرار 2254 واللامركزية كحل للأزمة التي يعشيها السوريون منذ أكثر من 12 عاماً.

وتأتي احتجاجات السويداء التي من المتوقع أن تمتد لباقي مناطق سيطرة السلطة؛ كنتيجة طبيعية للحالة المعيشية المتدهورة وانهيار الاقتصاد السوري بسبب تعنت السلطة في دمشق ورفضها كافة المبادرات المحلية والعربية وتماديها في اذلال السوريين واغراقهم بالأزمات، حيث تدهورت الليرة السورية مؤخرا وسجلت أدنى مستوى لها منذ بدء الأزمة في ربيع 2011.

يعول السوريون على الاحتجاجات الشعبية السّلمية التي كانت انطلاقتها الأولى من الجنوب السوري، في تحريك الملف السوري بعد أن انزاح عن أولوية الدول الفاعلة من جهة، ومن جهة أخرى يأمل السوريون أن تكون هذه الاحتجاجات عاملا حاسما في اتفاق الفرقاء السوريين وتوحيد قواهم في إنهاء الاستبداد وتوحيد جغرافيتهم الممزقة وتضميد جراحهم النازفة.

المشاركة