Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

شهدت الأيام القليلة الماضية جملة من التغيرات المتسارعة على الصعيد المعيشي في الساحل السوري وعموم المناطق التي تقع تحت سيطرة السلطة في دمشق، فقد بدأ انهيار الليرة بالتسارع منذ مطلع هذا الشهر بشكل كبير حتى لامست 15000 للدولار الواحد، في ظل أزمة اقتصاديّة ومعيشيّة خانقة يعاني منها أهالي الساحل، وارتفاع مضطرد للأسعار، ففي حين بلغت التقديرات أن كلفة المعيشة للأسرة السوريّة تزيد عن أربعة ملايين ليرة في الشهر.

في الوقت الذي بقيّ الرواتب أقل من مئة وخمسين ألفاً، واختفى مع هذا الغلاء الفاحش دور المساعدات الاجتماعيّة والغذائيّة وارتفع سعر الدواء، ومعها ارتفعت تكاليف العلاج في المشافي والعيادات. ظهرت خلالها دعوات من ناشطين وناشطات على “الفيس بوك” للتظاهر والاحتجاج على الغلاء المستمر للأسعار، وبعدها بدأت حركات منظمة بالإمساك بدفّة الاحتجاج وتوجيهه، ما أربك أجهزة السلطة الأمنيّة، وجاء ردها على موجة الاحتجاج بجملة تغيرات أدت لازدياد الوضع سوءأً، حيث ارتفع سعر المحروقات بشكل كبير (بنزين 8000/ مازوت 2000) وهناك تأكيدات شبه رسميّة بأنّ الخبز سيتحرر من الدعم كباقي المواد التموينيّة.

شاهد/ي: السويداء تتحدى القرارات الجائرة وتطالب بالتغيير

حيث بلغ سعر كيلو الأرز 22000 ليرة سوريّة على البطاقة التموينيّة كل ذلك مقابل زيادة 100% على الرواتب، التي سيتلقاها الموظفون بداية الشهر المقبل، لكنّ هذه الزيادة ترافقت مباشرة مع تضاعف أسعار المواصلات وغلاء مايزيد عن 350 مادة جراء غلاء المازوت وارتفاع متسارع لسعر الصرف، حيث يلامس الدولار اليوم الـ15000 وأغلقت الكثير من المحال التجاريّة أبوابها ودخل الساحل بالمجهول، يناقش هذا التقرير أهم الحركات المنظمة التي تقود الاحتجاج، ودور بعض النشطاء، والاحتمالات المفتوحة للساحل السوري بعد هذه الأزمة الخانقة.

حركة 10 آب

تعرّف عن نفسها بأنّها مجموعة من الشباب والشابات من مختلف البقاع السوريّة وقد حددوا في بيانهم الأول الذي نُشر في الخامس من آب/أغسطس، بجملة مطالب أهمها الإفراج عن المعتقلين السياسيين وتحسين الواقع المعيشي وإنهاء خدمة الاحتياط، والتوقف عن صناعة “الكبتاغون” وبيع الأراضي السوريّة للأجانب. وحددت موعد 10 آب للتحرك إذا لم تستجب السلطة لمطالبهم، وبحلول العاشر من آب بدأت الحركة بنشر فيديوهات من مختلف المناطق السوريّة التي تقبع تحت سيطرة السلطة في دمشق وجميع مدن الساحل السوري لتوزيع مناشير ورقيّة تدعو للتغيير.

حركة الشغل المدني

نشأت هذه الحركة في مدينة جبلة الساحليّة عام 2013، حسب ما نشرته مؤخراً على صفحتها، وهي مؤلفة من مجموعة من الشباب والشابات، المنخرطين بالعمل المدني والثقافي في الساحل السوري حسب تعبيرهم، دون التعريف عن أسمائهم وأماكن إقامتهم، تقوم هذه الحركة بنشر الدعوات للإضراب والتظاهر ولها مطالب شبيهة بمطالب حركة 10 آب، إلّا أنها تهتم بالناحية القانونيّة والدستوريّة أكثر وتركز عليها في جميع منشوراتها، تلقى الكثير من التأييد الشعبي في الساحل السوري، حيث أصبحت حديث الشارع، عاودت نشاطها بعد حركة 10 آب، وزادت من ضياع وتشتت المراكز الأمنيّة التابعة للسلطة في دمشق.

شاهد/ي: المصير المجهول … السلطة تضع السوريين على قارعة طريق الفقر

موقف الأهالي من الذباب الالكتروني

أجرينا عدّة لقاءات مع نشطاء وفاعلين في الشأن العام حول صفحات لناشطين على “الفيس بوك” تتحدّث عن الغلاء والفقر والفساد، حيث أفاد أحد النشطاء وهو عمران (49) عاماً، إن “هذه الصفحات حظيت في فترات سابقة باهتمام ومتابعة عموم أهل الساحل وجميع المهتمين بالشأن السوري لما تعبّر فيه عن معاناة السكّان والأهالي من ضنك العيش وكم الأفواه”.

وفي إجابته عن سبب النفور منهم يقول، (إنهم وبالرغم من تواجدهم في مناطق سيطرة السلطة وبالرغم من حديثهم بأسمائهم الصريحة إلا أنهم لم يتعرضوا للاعتقال، هذا من جانب ومن جانب آخر قام هؤولاء بالطعن في حركة 10 آب وحركة الشغل المدني، في محاولة منهم لتهدئة الشارع، لكنّ ردة فعل الأهالي عليهم كانت بمثابة الصاعقة حيث نفروا منهم بشدّة واتهمهم كثيرون بارتباطهم بالأجهزة الأمنية ودورهم في أن يكونوا متنفساً للناس دون المساس بجذر السلطة وأسسه) ومن اللافت أن عدداً كبيراً من الأشخاص بدأوا بتناولهم بأقذع الشتائم دون خوف من تعرضهم للمساءلة القانونيّة أو الملاحقة الأمنيّة.

تضامن شعبي تلقائي مع حركة 10 آب وحركة الشغل المدني ومشاركة لدعواتهم للإضراب والتظاهر على “الفيس بوك” رغم المحاذير الأمنيّة الشديدة، ورغم علم جميع السكّان بالمحاذير الأمنيّة إلا أنّ ضغط المعيشة بات أكبر، وهناك اختراقات كبيرة تحصل في الساحل لاتستطيع السلطة التعامل معها، وهي تنتظر مرور هذه الموجة العنيفة ليعود بعدها لمحاسبة المؤثرين ولسياسة الترهيب وكم الأفواه.

أليمار لاذقاني-اللاذقية

المشاركة