في ظل ما تتعرض له مناطق شمال وشرق سوريا من هجمات من قِبل دولة الاحتلال التركي، أدانت أحزاب وشخصيات سورية الهجمات التي تستهدف البنية التحتية والخدمية والمنشآت العامة والمرافق التعليمية، لافتين إلى أن انقرة تهدف من وراء هذه الهجمات لبناء مشروعها التوسعي ومحاولة استغلال الظروف الدولية.
هذا وشهدت مناطق الشمال السوري ومنذ صباح يوم الأربعاء 4 تشرين الأول/أكتوبر 2023 تصعيداً خطيراً نتيجة الاعتداءات من قِبل الدولة التركية وخاصةً باستهدافها البُنى التحتية والمصادر الاقتصادية للمنطقة ومنشآت الطاقة وحتى صوامع الحبوب والمشافي والمدن الآهلة بالسكان، مخلّفة عشرات الشهداء والجرحى المتضررين، والتي تأتي استمراراً لاعتداءات سابقة.
وفي هذا الصدد عبّرت الصحفية والكاتبة السورية رولا حسن، عن رفضها للاعتداءات التركية على الشمال السوري.
واعتبرت أي اعتداء على أي شبر من سوريا سواء كان في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب هو اعتداء على كل سوريا.
وترى رولا، أن هذه الهجمات التي تستهدف الشمال السوري ستكون فرصة لكل من “داعش” و هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا ) ليقوموا باعتداءاتهم ولاسيما أن تركيا هي الأم الشرعية لهم.
شاهد/ي: انتفاضة السويداء.. تحديات أمنية ومحاولات متكررة لإفشالها
واستهدفت تركيا الأسبوع الماضي وعلى مدار أيام متواصلة، مناطق متفرقة من ديرك أقصى شرقي سوريا إلى القامشلي والحسكة وكوباني وريف حلب شمالي سوريا، وتسببت بأضرار كارثية يمتد تأثيرها لنحو 4.2 مليون نسمة من سكان شمال وشرق سوريا.
وفي هذا السياق ندّد الدكتور في جامعة حلب، عبد القادر عمر حريري، بشدة الاعتداءات المستمرة لحكومة “حزب العدالة” وحلفيها القومي المتطرف على الأراضي السورية المخالفة لكل الأعراف الدولية والإنسانية، واستمراره في دعم الإرهاب من خلال تبنّيه للعديد من المجاميع الإرهابية وتوطينها في الشمال السوري واحتلالها للأراضي السورية.
وأضاف، “لم يكتفِ أردوغان وعصابته في دعم هذه المجاميع وسلب واحتلال الأرض بل مازال يرتكب أفظع الجرائم على غرار أجداده السلاجقة مستغلاً الظروف الدولية”.
وطالب عبد القادر حريري كافة الأحرار في العالم لوضع حدٍّ للاعتداءات المستمرة للنظام التركي ومحاسبته على هذه الجرائم والانسحاب الفوري من كافة الأراضي السورية التي احتلها ويتواجد بها وتعويض كل ما لحق بالشعب السوري من أضرار.
هذا وقد بلغ عدد الضحايا المدنيين 24 شخصاً، قضى منهم 9 أشخاص بينهم امرأتين، وأصيب 15 شخصاً بينهم 4 أطفال و3 نساء، أما العسكريون فبلغ عددهم 70 شخصاً قضى منهم 39 وأصيب 31 آخرين بينهم 3 من قوات حكومة دمشق.
وتعليقاً على ذلك قال عضو المكتب السياسي في حزب الديمقراطي الاجتماعي، نضال فندي، أن العدوان التركي ليس جديداً وإنما هو امتداد عدواني تاريخي للسياسة والسلوك التركي.
وحذّر من مغبّة استمرار هذا الصعيد منوّهاً إلى أنه سيكون له مخاطر جدّية كثيرة سواء على الوضع الميداني أو على البُنى التحتية أو على إحداث انقسامات وخلل في المجتمع.
ودعا نضال فندي جميع القوى والأحزاب الوطنية إلى التعاضد والتعاون والعمل المشترك لصدّ ودحر هذا العدوان، وعلى ضرورة تقوية مواقف في مواجهة هجمات دولة الاحتلال التركي في المنطقة والتي تهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار واحتلال مزيد من الاراضي السورية خدمة لمشروع التغيير الديمغرافي في المنطقة.
شاهد/ي: هو الأسوأ منذ سنوات.. شمال غرب سوريا في مرمى القصف
ويُذكر أن تركيا خلال الأيام الماضية قصفت بالطائرات الحربية والمسيرات التركية والمدفعية 224 موقعاً منها 28 بنىًّ تحتية و136 موقعاً سكنياً و33 موقعاً عسكرياً بينهم 20 موقعاً للقوات الحكومية و7 أراض زراعية و3 معامل ومدرسة ومستوصفاً و2مشفى و2 محطة مياه، وذلك وفق تقرير رصد وتوثيق لمكتب الاعلام بمجلس سوريا الديمقراطية.
والجدير ذكره أن القاعدة السابعة من القانون الدولي الإنساني العرفي وبمقتضى المادتين 48 و54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، وعليه فإن استهداف موارد العيش من محطات كهرباء وماء وتصفية بترول يشكّل جريمة حرب لا سيما وأن هذا الاستهداف يتنافى مع مبدأ التناسب الذي هو أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنسان.
لينا العلي – حلب