Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

بقلم: ظبية الناصر

 

سؤال يطرحه المجتمع عندما يسمع أن هناك يوم عالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
نعم .هي معنّفة، عندما لاتستطيع أن تشارك في النقاشات العامة بحجة أنها غير قادرة على فهما فهي معنفة، وكذلك عندما يتم تزويجها بدون الأكتراث لرأيها لأنها لا تعرف مصلحتها، فهذا عنف و طبعاً الأمثلة تطول…

‏إن المرأة هي محور الحياة منذ بدأ الخلق على الأرض، ومهما حاول الرجل أو المجتمعات الذكورية ثانياً التقليل من شأنها عبر تقييدها بالعادات والأعراف وإقصائها بالتشريعات والقوانين، إلا أن دورها المحوري في الحياة البشرية يجعل الرجل لا يستطيع أن يستغنيَ عن وجودها في حياته، فهي أمه وزوجته وأخته وابنته، كما أن المجتمع لا يستطيع أن يكون سليماً ومتجدداً بالرجال وحدهم، غير أن الرغبة بالتفرّد والتسلط، جعلت الذكور يستغلون تفوقهم العضلي لإلغاء الجنس الآخر واستغلاله وتحويله تابعاً لا شريكا، من خلال ممارسة العنف بحقها الذي أخذ أشكالاً عدّة على مرّ العصور، منها العنف المجتمعي، الذي يندرج تحته العنف اللفظي، والجسدي والنفسي وما يتركه ذلك العنف من أثر سلبي على أدوار المرأة المنوطة بها.

شاهد/ي: أيقونة النضال وصانعة السلام

وقد تكرّسَ العنف بحق المرأة من خلال الميثولوجيا والتفسير الانتقائي للنصوص الدينية، والأمثال الشعبية، إضافة لدور الأدباء و الشعراء الذين أطّروا المرأة بالحب والشهوة فقط، ويضاف إلى ذلك رأي الفلاسفة الذي لم يختلف عما سلف بتصويرها أدنى من الرجل.

وبالانتقال إلى شكل آخر من أشكال العنف، وهو العنف الاقتصادي الذي يُعد خير مثال على تقييد المرأة بأعمال محددة لأنها امرأة، والتميز بينها وبين الرجل على أساس النوع في ميدان العمل من حيث الأجور، وقد تتعرض المرأة في هذا الميدان أيضا للاستغلال الجنسي مقابل الاستمرار، ولكن الأكثر شيوعا في مجتمعاتنا هو حرمان الزوج لزوجته العاملة من أجرها فهو يسمح لها بالعمل ، علاوة إلى ذلك، فإن مجتمعاتنا تنظر للمرأة العاملة نظرة دونية، كون في عملها مخالطة للرجال، أو أنه يتسبب بأخذ الفرصة من الرجل للحصول على هذا العمل، وطبعاً ذلك يضمن بقاء المرأة تحت وصاية الرجل اقتصادياً.

وبحكم ما سبق، عانت المرأة ولا تزال تعاني من العنف السياسي بمعنى أقصائها عن كل مراكز صناعة القرار، وحتى إن وجدت في أحدها.. تكون مسلوبة الصلاحياتِ مهمشةَ الآراء والقرارات.

طبعاً في هذا المقال لا أريد أن أكون سوداوية، لكن أردت الحديث عن الواقع العام للمرأة في المجتمع، وإن كنت لمّا أتناول جوانب العنف كلها، لكن أريد أن أقول أن هنالك نساء استثنائيات استطعن رغم المصاعب إثبات أن المرأة قادرة على القيام بكافة الأدوار والنجاح بها، والتاريخ شاهد على ذلك. (المجتمع الذي يمثله الرجل يعلم أن المرأة قادرة على القيام بكل الأدوار وأن تفعيل دورها سيسرّع من تنمية البلاد ولكن المجتمع الذكوري مصرٌّ على ابقاء المرأة بعيدة، وبالتالي التّفرد والتحكم بكل جوانب الحياة ومنها المرأة على أنها شيء).

شاهد/ي: قراءة في المشهد السوري والتهديدات التركية وبُعدها التاريخي مع السياسي جمال شيخ باقي

في نهاية الحديث، أؤكد أن إرادة المرأة هي وحدها من تجعلها قادرة على تجاوز التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وحتى السياسية، وكذلك إرادة المرأة هي من تجعلها ساكنة راضية بالصورة التي رسمها الرجل لها، فلا يكفي سنّ القوانين والاتفاقيات المحلية أو الدولية التي تناهض العنف ضد المرأة إن كانت المرأة نفسها غير راضية بالخروج من هذه الصورة النمطية، ففي كثير من الأحيان نجد نساءً يبرّرن العنف الحاصل بحقهنّ على أنه حق للرجل، وعليه على المرأة أن تدرك ماهية وجودها وما الذي تعنيه الحياة البشرية دونها، فعندما تفكر المرأة أنها إذا توقفت عن تمثيل تلك الصورة النمطية وأخذ مكانها الطبيعي كانسان ما الذي سيحدث ؟ ، وكيف سينعكس ذلك إيجابياً على المجتمع، وعندها فقط ستدرك أنها ليست تابعاً وإنما شريك فاعل، بها يتحقق التوازن الحقيقي في أي مجتمع.

ظبية الناصر

ناشطة مدنية في مجال الدفاع عن حقوق المرأة من مدينة الرقة السورية

المشاركة