أقامت ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في المملكة المتحدة، أمس الثلاثاء، احتفالية ومأدبة عشاء بمناسبة مرور عشرة أعوام على مقاومة كوباني الملحمية. شهد الحفل حضوراً كبيراً ضم أكثر من 320 شخصاً من بينهم فعاليات ثقافية واجتماعية كردية وسورية، وأعضاء من البرلمان والحكومة البريطانية، إلى جانب صحفيين وأكاديميين من أصول عربية وأوروبية. كما شارك وفد من شمال وشرق سوريا ضمّ كلّا من السيدة إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية والسيد حسن محمد، الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية.
بدأت الفعالية برسالة مسجلة من قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الذي توجه من خلالها للحاضرين وللعالم الحر بالدعوة إلى استذكار مقاومة كوباني كرمز للتصدي للإرهاب. شدد في رسالته على أهمية الوقوف بجدّية أمام هذا التاريخ الملحمي، محذراً من أن غياب الدعم الدولي قد يفتح المجال أمام تكرار المأساة إذا لم تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من التصدي للإرهاب مرة أخرى.
شهد الحفل عرض فيلم وثائقي قصير قدم توثيقاً للمعارك التي دارت في كوباني، متضمناً شهادات حية من تلك الفترة. ألقت السيدة إلهام أحمد والسيد حسن محمد كلمات استذكرا فيها التضحيات التي قدمها أبناء كوباني وأبطال المقاومة، مؤكدين على أهمية دعم دول التحالف ومطالبين المجتمع الدولي بالاستمرار في تقديم المساندة حتى يتم القضاء على التهديدات الإرهابية بشكل نهائي.
تخلل الحفل كلمات لشخصيات بريطانية بارزة أظهرت دعمها وتضامنها مع القضية الوطنية السورية والقضية الكردية. تحدث اللورد موريس غلاسمان عن دور الكرد في التصدي للاستبداد، مشيراً إلى أن نيل الكرد لحقوقهم هو أمر لا مفرّ منه.
من جانبه، وصف السيد إيان دوكن شميث مقاومة كوباني بالملحمة البطولية التي يجب أن تكون مصدر إلهام للمجتمع الدولي، مشيراً إلى ضرورة تدخل الغرب لحماية كوباني وضمان حقها في إدارة ذاتية تعكس تضحيات أهلها.
عبّر السيد جيفان ويلينسون عن امتنانه للتضحيات التي قدمها الكرد والمكونات الأخرى في قوات قسد نيابة عن القيم الإنسانية جمعاء في حربهم ضد داعش، مشددًا على أن الغرب لم يقدم الدعم الكافي كما كان ينبغي، مؤكداً ضرورة تعزيز هذا الدعم في المستقبل.
أما السيد سيمون دوبينز فأعرب عن قلقه من الهجمات المستمرة على كوباني التي وصفها بأنها استمرار غير مبرر للعدوان. شدد على أهمية الضغط على الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي لدعم قوات سوريا الديمقراطية والكرد، مشيراً إلى أن الحرية لكوباني هي جزءٌ من الحرية الإنسانية الشاملة.
ألقت الوزيرة الكردية فريال كلمة مقتضبة أثنت فيها على مقاومة كوباني وأشارت إلى الهجمات البربرية التي تستهدف قوات سوريا الديمقراطية، داعية إلى وقف هذه الهجمات بشكل فوري.
شهد الحفل مشاركة 25 عضواً من مجلس النواب البريطاني، بالإضافة إلى حضور نخبة من السياسيين والأكاديميين مثل سيمون دوبينز واللورد موريس غلاسمان وفيرتسل كلارك. حملت المناسبة طابعاً رسمياً عكس عمق التضامن الدولي مع مقاومة كوباني، وأكد على أهمية استمرار الحوار والعمل المشترك لضمان حقوق الشعب الكردي وجميع المكونات السورية ودعم استقرار المنطقة.