
أخفق النائب الأمريكي عن الحـزب الديمقراطي جمال بومان، في تمرير قرار بالكونغرس من شأنه تسـريع إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.
ووفقًا لما نقلته عدداً من وسائل إعلام أمريكية، فإن التعديل كان يقتضي طرح الوجود العسـكري الأمريكي في شمال شرقي سوريا، من خلال استعادة صلاحيات الكونغرس الـحربية.
وكانت حجة “بومان” أن مجالات الإنفاق في الولايات المتحـدة كانت تذهب، طوال سنوات خلت، لمجالات خارج نطاق السيطرة، وأنه بدلًا من ذلك يجب إنفاق تلك الأموال داخليًا ببناء المدارس والطرق…
وتوقّع النائب الأمريكي أن يحظى اقتراحه بسحـب القوات من سوريا بتأييد الكثير من النواب في الكونغرس، إلا أن ذلك لم يحصل.
وتتمركز القوات الأمريكية في عدة قواعد عسكرية في شرق سوريا وشمال شرقها، حيث تواجد وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية” قسد”.
وفي السياق ذاته أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى في وقتٍ سابق من أيلول سبتمبر الجاري ، “جوي هود”، ومن خلال مقابلة له على قناة “الحرة” الأمريكية: أن “مهمّة بلاده في أفغانستان انتهت في حين أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق وشمال سورية سيبقى،وهذا البقاء لا يشمل الأمن فقط، إنما أيضاً مساعدة قوات الأمن العراقية و”قسد” لهزيمة تنظيم “داعش” بشكل نهائي وهذا سيأخذ وقتاً .
كما أكّد مسؤولون في البيت الأبيض لوفد مجلس سوريا الديمقراطية المتواجد في العاصمة الأميركية واشنطن؛ عن التزام إدارة الرئيس جو بايدن بشراكتها مع قوات سوريا الديمقراطية وبقاء قوات بلادهم في المنطقة لحين القضاء النهائي على التنظيم الإرهابي داعش وفلوله ودعم استقرار المنطقة، وأنهم مستمرون في دعم مجلس سوريا الديمقراطية في مناطق (الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) حيث يمثّل مسـد تحالفاً سياسياً واسعاً على المستوى السوري.
يبدو أن إدارة الرئيس جو بايدن مدركة تماماً للدور المهم التي تلعبه القوات الأمريكية في مناطق شمال شرق سوريا، و أن أيَّ انسحاب لها على غرار ما حدث في أفغانستان لن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة فحسب؛ بل سيخلق فراغاً أمنياً وسياسياً، كما سيشكل خطورة على المكانة والمصالح الأمريكية، لأن تنظيم “داعش” سيزداد قوة، وإن الباب سيُفتح أمام القوى الدولية، خاصة روسيا والصين للعب دور أمني أكبر في كلٍّ من سوريا والعراق وحتى في الشرق الأوسط ككل .
وسيم اليوسف-إعلام مسد