أوضح مجلس سوريا الديمقراطية، خلال لقاء نظمه مع نشطاء وسياسي ومثقفي دير الزور، شرقي سوريا، اليوم الأربعاء 22 كانون الأول/ديسمبر، موقفه حيال القضايا الراهنة والمتعلقة بمستقبل المنطقة وسوريا عموماً وبيّن استراتيجيته لحل الأزمة السورية والمتماهية مع القرارات الدولية.
واستهل المتحدث الرسمي باسم مجلس سوريا الديمقراطية، أمجد عثمان، حديثه خلال الندوة الحوارية، باستعراض متسلسل لأحداث الأزمة السورية وكيف دُوّلت القضية السورية مروراً بالمؤتمرات والمقاربات الدولية التي طرحت لحلها دون نتائج.
وبيّن المتحدث باسم «مـسـد»، أن جملة من العوامل جعلت السلطة في دمشق تعتقد أنها منتصرة وغير مهتمة بحجم المأساة التي جلبتها للشعب السوري، وترى في الخيار العسكري أفضل الحلول.
وأشار عثمان إلى أن الواقع يختلف عن “الحالة النفسية” التي تعشيها سلطة دمشق وشعورها بالنصر، “الواقع مختلف تماماً هناك تحديات جدية حيث لا يمكن أن ينتصر أي طرف دون اكتمال الحل السياسي وانجاز التغيير الديمقراطي”.
وحول مبادرات التفاوض مع السلطة في دمشق، قال المتحدث إن “أي حوار أو تفاوض إن لم يأت بالتغيير الديمقراطي المنشود لن نكون جزءاً منه، نحن مع قضية الشعب السوري وتحقيق تطلعاته”.
مشدداً أن المسؤول الأول لما آلت إليه الأمور في البلاد هو الاستبداد والنظام المركزي وعدم قبول أي حلولٍ أو خيارات سوى الخيار العسكري الذي أثبت فشله.
وأضاف المتحدث أن ما يطرح من مصالحات في المنطقة هي مناورة والتفاف على الحلول السياسية التي لا مناص من مواجهتها، وأن تجربة المصالحات في درعا أثبتت فشلها ولا يمكن أن تكون بديلا عن الحوار الجدي.
ونوه بأن توافق الدول الفاعلة والمتدخلة في الملف السوري لاسيما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، عامل مهم لحل الأزمة السورية مشيراً إلى استمرار تواصلهم في «مـسـد» مع كل من واشنطن وموسكو من أجل بلورة رؤية موحدة تنهي الصراع السوري.
وحول مسار توحيد رؤى المعارضة الديمقراطية، قال المتحدث الرسمي باسم «مـسـد»، إنهم انجزوا خطوات مهمة في هذا الاتجاه وكان اللقاء التشاوري في العاصمة السويدية ستوكهولم احد نتائج مشاورات مجلس سوريا الديمقراطية مع القوى والشخصيات السورية بعد سلسلة من الملتقيات وورشات العمل داخل البلاد وخارجها، مبيناً أن ضعف المعارضة وتشرذمها جعل الطرف الأخر ذو موقف أقوى.
وأضاف عثمان أنه سبق لـ «مـسـد» أن انجز مع قوى سورية معارضة مذكرات تفاهم ولقاءات مشتركة، حيث وقّع في، آب/أغسطس 2020، مذكرة تفاهم مع حزب الإرادة الشعبية، وكان هناك لقاءات وحوار مع هيئة التنسيق الوطنية.
وتابع “مشروع «مـسـد» يمثل المبادرة الوطنية الذي يعمل من أجل حل شامل للأزمة السورية وهو تجاوز جميع المسائل الهوياتية الخاصة ويعمل على تأسيس نموذج لسوريا المستقبل”.
ولفت عثمان، إلى فكرة النظام اللامركزي، مشيراً إلى أنها ليست صناعة أبناء شمال وشرق سوريا، رغم انهم يتبنون هذا الطرح، حيث كان يتضمن دستور سوريا عام ١٩٥٠ مواداً تحقق اللامركزية السياسية والاقتصادية وكان هناك مطالبات شعبية حينها بهذا الطرح الذي يخدم تقدم البلاد وتطورها.
كما أغنى المشاركون من نخب سياسية وثقافية من أبناء دير الزور؛ الندوة بآرائهم ومقترحاتهم التي من أجلها عقد «مـسـد» سلسلة ندواتها الحوارية في مناطق شمال وشرق سوريا، وندوة دير الزور هي السابعة بعد ندوات الجزيرة والرقة ومنبج وكوباني.