غضبٌ شعبي واسع يجتاح محافظة السويداء جنوب سوريا، مع اتساع رقعة الاحتجاجات وارتفاع سقف مطالب المحتجين بسبب سوء الأوضاع المعيشية،والسياسات المنتهجة من قِبل السلطات في دمشق،والتي تسببت قراراتها في استبعاد مئات آلاف الأشخاص من الدعم الاقتصادي، حيث وجّه المتظاهرون في المدينة رسالة مصورة “لكل السوريين”، بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدوا فيها أن “الدم السوري واحد”. وأشاروا إلى أنه “لم نعد نقبل الذل والتهميش”، داعين “كل موظفي الدولة الانضمام إلى الوقفات الاحتجاجية من أجل سورية”، مضيفين: لندع الأحقاد جانباً، فالهمّ واحد.
وتشهد محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية من السكان، منذ عدة أيام، احتجاجات شعبية، بسبب رفع الدعم الحكومي عن شرائح واسعة من السوريين الخاضعين لسلطة النظام السوري، لجهة مواد أساسية، أبرزها الخبز الذي بات سعره عبئاً ثقيلاً على كاهل الملايين في المناطق الخاضعة لسلطات دمشق.
وكان لافتاً ارتفاع سقف المطالب من قبل المحتجين في المحافظة ليصل إلى أبعاد سياسية واضحة، إذ حمل المحتجون، الإثنين السابع من شباط-فبراير الجاري ، لافتات تدعو إلى بناء “وطن لكل السوريين”، وأخرى تطالب بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي في سورية. ووصف المتظاهرون سلطات دمشق بـ”السلطة الفاشلة”، مشيرين إلى أنها “السبب في تدهور أحوال السوريين
كما تجمّع مئات الأشخاص، الجمعة ١٢ شباط-فبراير الجاري ، في مركز محافظة السويداء للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية في تظاهرة نادرة الحدوث في الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطات في دمشق .
وهتف المتظاهرون “بدنا نعيش بكرامة” وحمل بعضهم لافتات كتب عليها “ما ظل شيء للفقير” ولوّحوا بعلم الطائفة الدرزية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال شيوخ الطائفة الدرزية إن الاحتجاجات السلمية ضد الإجراءات الحكومية المجحفة لها ما يبررها.
وفي تسجيل فيديو لمنصة “السويداء 24” الإعلامية المحلية قال شاب بالزي التقليدي الدرزي “انطلقنا لنوحّد السوريين وليس لنفرق بينهم، نريد دولة مدنيّة عادلة ديمقراطية”.
وفي الفيديو قال رجل دين درزي مسنّ “غلاء فاحش لا قدرة لنا على العيش، ولا نحصل على حقوقنا لا غاز ولا مازوت”، مضيفا “نريد أن نعيش في وطن يصون كرامتنا وحقوقنا
ولم تأتِ وسائل الإعلام الحكومية على ذكر أي احتجاجات، في حين كتبت المستشارة الرئاسية البارزة، بثينة شعبان في صحيفة رئيسية مملوكة للدولة “أن الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اندلعت عام 2011، وسحقتها قوات الأمن وتطورت إلى الصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات، كانت بإيحاء من الخارج لتدمير البلاد”.
وكانت محافظة السويداء قد شهدت عام 2020 تظاهرات مماثلة وإنما على نطاق أضيق.
وقال سكان وناشطون ومسؤولون محليون إن عشرات المحتجين السوريين تجمعوا في مدينة السويداء التي تقطنها أغلبية درزية للاحتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية وخفض الدعم الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي
ويلقي السكان باللوم في السخط المتزايد بين أولئك الذين وقفوا إلى جانب السلطات في دمشق وقواها الأمنية خلال الصراع السوري ، على تفشي الفساد وتفاقم أوجه عدم المساواة.
وسيم اليوسف-إعلام مسد