سوريون يناقشون الهوية الوطنية في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا
بحث عددٌ من الشخصيات وممثلي قوى وتيارات سياسية في مفهوم الهوية الوطنية الجامعة التي تسعى للم شمل السوريين وتوحيد صفوفهم في إطار وطني، الجمعة 2 أيلول /سبتمبر، وذلك ضمن ملتقى الرقة التشاوري المقام بدعوة من اللجنة التحضيرية لمؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية.
وكان هذا المفهوم هو محور الجلسة الثانية بالملتقى وبدأها علي رحمون عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالقول: ” تمثل الهوية الوطنية السورية الجامعة سقفاً يجمع التنوع الاثني والثقافي والديني والمذهبي والقومي والطبقي في سوريا تحت مظلتها على اسس المواطنة وهي هوية متغيرة ومركبة ومرنة قائمة على اساس التواصل العقلاني لا على اساس الانتماء “.
في حين أكدت ياسمين العينية وهي مديرة ملتقى سوريانا للسيدات قادمة من ريف دمشق “على دعم الفئات الشبابية وضمان عدم هجرة الشباب وفقدان النخب لأنهم القوة الرافعة للمجتمعات واعتبار قضية تشكيل الهوية الوطنية السورية الجامعة أحد أدوات حل الأزمة السورية لأنها تخفف الانقسامات وتعزز الثقة وتنزع الشكوك “.
من جانبها تحدثت نور العجيل المديرة الإقليمية لمنظمة ماري والقادمة من دير الزور أن ” الديمقراطية الحقيقية هي الضامن الأكبر للهوية الوطنية معها تتحقق مبادئ العدالة والمساواة وانعدام التمييز وتكافؤ الفرص و صون الحقوق وسيادة القانون وأن تشظي الهوية الوطنية مسألة قديمة رسخها النظام على مكونات مختلفة ولكنها أي الهوية الوطنية يجب أن تتقلص وتضيق خلال الأزمة التي تعيشها سوريا وبتحقيق مشاركة الجميع فيها “.
أما محمد بوبو القادم من مدينة اللاذقية فقد استغرب مضي قرن من الزمن على قيام الدولة السورية ولازالت تعاني من أزمة في هويتها الوطنية تمثلت بانقسام داخلي بين النزعات العربية والإسلامية والسورية وتابع بوبو بأنه: ” إن حضارة سوريا الممتدة ٱلاف السنين أكبر من ان تختزل بحضارة حقبة العروبة ٱخر الأقوام التي استوطنت سوريا ويجب إعادة الاعتبار لماضي سوريا وتاريخها لصالح المشروع الوطني الديمقراطي السوري فالهوية العربية هي إحدى الهويات الفرعية للهوية الوطنية السورية الجامعة وإقرار بحق جميع السوريين الشراكة في الحكم وتقرير مصير البلاد ومستقبلها “.
بدوره سلط وليد المطيران عن هيئة التنسيق من دير الزور؛ الضوء على الخلط بين مفهومي الهوية الوطنية والانتماء الوطني ونوه المطيران بان هناك حركات قومية كثيرة موجودة بالداخل السوري وايضاً سوريا عضو في جامعة الدول العربية الأمر الذي يجب أخذه بالحسبان للحصول على توافق السوريين مشيراً باعتزازه بكل المكونات الموجودة بشرط ان يكون همها الوطن وبناؤه “.
كما ذكر الدكتور آزاد علي وهو اكاديمي وباحث سياسي قادم من القامشلي بأن: ” الهويات لا تصنع بل تنتج في سياقات تاريخية طويلة الأمد والهوية التي نرغب بتسميتها هي الهوية السياسية القانونية الدستورية بسوريا كنظام سياسي وقانوني يوجد الاجتماع التجديد اما الانتماء فهو يأتي طوعياً لاحقاً في ظل حوكمةٍ رشيدة وممارسة عملية “.
وأضاف علي:” ولذلك يجب العمل على تحديد الهوية بصفتها صيغة قانونية وسياسية ومشروعة للعيش المشترك والارادة السياسية المشتركة وحالة الاتحاد الطوعي حتى تاريخ سماعها الثقافية وهي بالضرورة هوية مركبة ومرنة كما جاء في الورقة “.
فيما استخدم لقمان أحمي الرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي؛ أسلوب التبسيط قائلاً: ” الهوية تبدأ من الاوصاف التي يحملها الشخص صاحبها وكذلك الأحزاب والحركات القومية والدول وان الدول متعددة القوميات لم يتفقوا على هوية قومية إنما اتفقوا على هوية وطنية انطلاقاً من العراق والسودان وصولاً إلى سويسرا متعددة الأعراق التي تحيطها دول كثيرة كإيطاليا وفرنسا وألمانيا “.
وفي الختام تطرقت مريانا علي القادمة من ريف حلب؛ لقضية اغتراب السوريين وتساءلت عن مصير أبنائهم في أماكن لجوئهم كيف ستكون هوياتهم الفرعية مستقبلاً؟!واستطردت أن انعدام الهوية الجامعة جعل الهويات الفرعية تتضخم وترسخت أكثر خلال الحرب وأن المطلوب لتبلور هذا المفهوم لن يكون إلا بعقد اجتماعي وطني ومناهج تعليمية تؤسس الأجيال اللاحقة.