أكد زياد وطفة، عضو المكتب السياسي لحركة التغيير الديمقراطية المنضوية تحت مظلة مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، أن سقوط النظام الاستبدادي في سوريا يمثل حدثاً تاريخياً انتظره السوريون على مدار عقود بسبب تدميره البنية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، مؤكداً أن فرحة السوريين هذه كانت مشوبة بمخاوف عديدة نتيجة تسلّم السلطة في دمشق فصيل إسلامي يحمل خطاباً طائفياً متطرفاً.
وأوضح وطفة أن هذا الوضع أفرز تحديات كبيرة أمام السوريين الذين باتوا يشعرون بالقلق حيال المستقبل، خاصةً في ظل غياب مشروع ديمقراطي يعبّر عن تطلعاتهم لبناء دولة مدنية حديثة تقوم على مبادئ الحرية والمواطنة.
مرحلة انتقالية دقيقة
وأشار وطفة إلى أن سوريا اليوم تمرّ بمرحلة انتقالية دقيقة، لم تتمكن خلالها القوى المسيطرة في دمشق من إحكام قبضتها بشكل كامل، مما يمنح القوى الوطنية فرصة ذهبية للتعبير عن تطلعات الشعب السوري. وقال: “إن سقوط الطاغية لم يكن نتيجة جهد طرف واحد، بل هو ثمرة نضال كل السوريين من رميلان إلى درعا مروراً بحلب ودمشق. وبالتالي، على جميع الأطراف أن تتوحد حول رؤية مدنية ديمقراطية تعبّر عن تطلعات الشعب السوري دون إقصاء”.
وأضاف أن التحدي الأكبر يكمن في منع تحول الاستبداد الأمني إلى استبداد ديني، مشدداً على ضرورة تحرك القوى السياسية والمدنية بسرعة لتوحيد جهودها وخلق حالة ضغط شعبي في الشارع السوري، لفرض رؤية وطنية شاملة تضمن حقوق الجميع وتمنع التفرقة.
مجلس سوريا الديمقراطية ودوره الريادي
وبيّن وطفة أن مجلس سوريا الديمقراطية يتميز عن بقية القوى السياسية الأخرى بقدرته على تقديم رؤية وطنية جامعة، تتجاوز الصراعات المناطقية والطائفية. وقال: “مسد أثبت صحة توجّهه منذ البداية، رغم حملات التشويه الإعلامي التي تعرض لها. واليوم، بعد سقوط النظام القديم، أصبح بإمكانه التحرك إلى دمشق لإثبات حضوره كقوة وطنية تمثل جميع السوريين”.
وأشار إلى أن هذا السقوط أظهر بطلان الرؤى السياسية لبعض القوى التي كانت تراهن على مسارات تفاوضية محدودة أو على استمرار النظام. ودعا مجلس سوريا الديمقراطية إلى اغتنام هذه الفرصة للعمل على تعزيز وجوده في دمشق، التي أصبحت مركزاً للحراك السياسي الداخلي والخارجي.
دعوة للوحدة ونبذ الخلافات
وختم وطفة حديثه بالدعوة إلى الوحدة الوطنية، قائلاً: “خطر بناء دولة إسلامية يهدد الجميع، ويتطلب منا طي صفحة الماضي التي كانت مليئة بالخلافات والفرقة. علينا العمل معاً لإنشاء دولة ديمقراطية مدنية تعبّر عن طموحات كل السوريين، وتضمن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون تمييز”.
وأكد أن اللحظة الراهنة تحمل فرصة تاريخية لتوحيد الجهود والعمل على بناء مستقبل أفضل لسوريا، مشدداً على أن الزمن الحالي غالٍ جداً ولا يحتمل المزيد من التباطؤ أو التردد.