عقدت منصة الحوار الوطني النسوي السوري لقاءها التشاوري الثاني في مدينة حلب، تحت شعار “دور المرأة في بناء سوريا الجديدة”، بمشاركة رئيسة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، جيهان خضرو، ونحو 60 ناشطة مدنية وسياسية وصحفية وممثلة عن الأحزاب.
يهدف اللقاء إلى تعزيز مشاركة المرأة في العملية السياسية وصنع القرار، وتسليط الضوء على دورها في المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد.
وخلال اللقاء التشاوري، ألقت جيهان خضرو، رئيسة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، كلمة أكدت فيها أن “النضال التاريخي للمرأة السورية، رغم محاولات التهميش والعنف، لم يثنِها عن لعب أدوار محورية في الثورة وبناء السلام”. وأضافت: “سوريا الجديدة لن تُبنى إلا بمشاركة نسائها في كافة المجالات، بدءاً من صياغة الدستور وصولاً إلى إعادة الإعمار”. كما دعت إلى “توحيد الجهود النسوية لضمان تمثيل عادل في العملية السياسية، وكسر الحواجز المجتمعية التي تُقيّد وجودهن في مراكز صنع القرار”.
وتمحورت جلسات اللقاء التشاوري حول ثلاثة محاور رئيسية، شملت الواقع الحالي للمرأة السورية وتطلعاتها لدورٍ فاعل في سوريا الجديدة، والمعوقات المجتمعية التي تحدّ من وصول النساء إلى مراكز صنع القرار، فضلاً عن مناقشة تحديات التحول الديمقراطي وموقف المرأة من الدستور الجديد.
وأشارت المشاركات إلى أن الأزمات الإنسانية والنزوح زادت من أعباء المرأة، لكنها أكدن أن “التضحيات التي قدمتها خلال الثورة تؤهلها لقيادة مرحلة البناء”. واختُتم اللقاء ببيان ختامي تضمن عدة توصيات، منها: “توحيد الرؤى النسوية لضمان مشاركة فعالة في العملية السياسية والانتقالية، وإنشاء لجنة خاصة للكشف عن مصير المعتقلات والمفقودات، إلى جانب مشاركة المرأة في صياغة الدستور الجديد وضمان حقوقها عبر قوانين تُحقق المساواة، إضافة إلى الفصل بين الدين والدولة كضمانة لاستقرار سوريا ووحدة نسيجها الاجتماعي، والالتزام بالاتفاقيات الدولية كـ”سيداو” و”القرار الأممي 1325″ لدعم حقوق المرأة، وأيضاً تعزيز التضامن النسوي عبر ورش عمل ومبادرات مشتركة بين المنظمات المحلية والدولية”.
يهدف اللقاء إلى تسليط الضوء على أهمية مشاركة المرأة في صياغة مستقبل البلاد وتعزيز دورها الفاعل في المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا. ويأتي هذا اللقاء ضمن استراتيجية المنصة المتمثلة في تعزيز الوعي وتمكين المرأة في جميع القطاعات، وتمكينها من المساهمة الفعالة في العملية الديمقراطية.
وتُعرّف منصة الحوار الوطني النسوي السوري نفسها كمنصة نسوية مدنية سياسية، تهدف إلى تمكين المرأة السورية في كافة الجغرافيا السورية عبر برامج توعية وتنظيم وتمكين سياسي، وتخطط المنصة لتنظيم سلسلة لقاءات تشاورية في محافظات أخرى، لتعميم النقاش وبناء رؤية مشتركة تدعم دور المرأة في إعادة الإعمار.