احتضن مبنى البرلمان البريطاني في العاصمة لندن احتفالية خاصة بعيد نوروز، بدعوة من مركز “التقدم الكردي”، وبحضور شخصيات سياسية وبرلمانية بارزة. شاركت ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية «مـسـد» في الاحتفال، إلى جانب عدد من أعضاء البرلمان البريطاني، وممثلين عن الجالية الكردية ومكونات أخرى.
أكد رئيس مجلس العموم البريطاني، السير ليندسي هويل، في كلمته على أهمية نوروز كعيد يوحّد الشعوب ويعزز قيم التعايش والسلام. كما تضمنت الفعالية رسالة خاصة من القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قال فيها:
“نوروز ليس مجرد احتفال، بل هو رمزٌ للمقاومة والصمود، يمتد عبر التاريخ ويؤكد أن الشعوب المناضلة تستطيع، بإرادتها الحرة، إسقاط أعتى أنظمة القمع والاستبداد. وكما توّجت مقاومة نوروز قبل أكثر من 2600 عام بإسقاط أشرس إمبراطوريات العبودية، فإن مقاومتنا اليوم تواصل تحقيق التغيير، وتدفع الأنظمة المتسلطة نحو الديمقراطية والعدالة.”
وفي سياق حديثه عن الواقع السياسي ومستقبل المنطقة، شدد عبدي على أهمية المرحلة الحالية، مؤكداً:
“لقد قدّمنا تضحيات جساماً في سبيل نيل حقوقنا المشروعة، وتحقيق تقرير مصيرنا، وإدارة شؤوننا بحرية ضمن وطن ديمقراطي نكون فيه شركاء حقيقيين. واليوم، نقف على أعتاب مرحلة قطف ثمار المقاومة، حيث باتت الحرية أقرب إلينا من أي وقت مضى. إن نوروز يذكّرنا بأن التضحيات التي بُذلت في الماضي هي التي تدفعنا اليوم نحو مستقبل مشترك، تتحقق فيه الحرية، العدالة، والمساواة.”
في كلمته، عبّر الدكتور محمد مصطفى، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في لندن، عن امتنانه لرئيس مجلس العموم البريطاني، السير ليندسي هويل، على استضافته الكريمة للاحتفال.
وأشار الدكتور مصطفى إلى أن العالم يحتفل هذا العام بنوروز بفرح كبير وبتعهد متجدد نحو السلام، قائلاً: “كمواطنين كُرد سوريين، رحبنا بسقوط نظام الأسد على أمل أن يظهر حكومة جديدة، حكومة شاملة وديمقراطية ومتعددة. ومع ذلك، فإن الواقع الحالي يثير القلق بشكل عميق، حيث إن البلاد تتجه بشكل متزايد نحو التطرف والتشدد. إن المجزرة الأخيرة التي حدثت بحق العلويين في المناطق الساحلية هي تذكير صارخ بأن لا أحد في مأمن، لذلك، فإننا نحث المجتمع الدولي على ممارسة الضغط لتغيير المسار.”
وتابع مصطفى قائلاً: “علاوة على ذلك، في شمال وشرق سوريا، نطلب منكم تضامنكم ودعمكم في الاعتراف بالتضحيات العظيمة التي قدمناها لهزيمة داعش الوحشية، والعمل من أجل عالم أكثر أماناً وأفضل للجميع.”
وفي الختام، توجه الدكتور مصطفى بتمنياته بنجاح عملية السلام في تركيا، وازدهار حكومة إقليم كردستان في الشرق الأوسط، معبراً عن أمله في تحقيق تطلعات شمال وشرق سوريا – روجآفا في نيل الاعتراف الشرعي والمكانة المستحقة ضمن سوريا ديمقراطية تعددية.
شهدت الاحتفالية أيضًا كلمات لعدد من الشخصيات السياسية، حيث أكد أندرو ميتشل، عضو البرلمان ووزير الدولة السابق للتنمية، على أهمية تعزيز العلاقات مع شعوب المنطقة، فيما شدد ستيف ريس، رئيس المجموعة البرلمانية المشتركة حول الكرد، على ضرورة دعم حقوق الكرد.
وفي لمسة ثقافية مميزة، عُزفت الموسيقى الكردية لأول مرة في مقر البرلمان البريطاني، حيث قدّم الفنان الكردي صلاح عمو مجموعة من الأغاني التراثية، ما أضفى طابعاً خاصاً على الاحتفال.