اختُتمت اليوم في مدينة القامشلي أعمال كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي، بمشاركة أكثر من 400 شخصية سياسية واجتماعية وثقافية من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب أحزاب كردية من تركيا وإقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى شخصيات قادمة من دمشق وحلب وحماة والباب وإعزاز.
شهد الكونفرانس حضور شخصيات قيادية بارزة، من بينها الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) السيدة ليلى قره مان، ونائبة الرئاسة المشتركة السيدة جاندا محمد، إلى جانب ممثلين عن قوى وأحزاب كردية وكردستانية، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومنظمات نسائية وشبابية وفنية، وشيوخ عشائر من مختلف المناطق.
وتخللت أعمال الكونفرانس كلمات ألقتها الوفود المشاركة، ركزت على أهمية توحيد الصف الكردي في هذه المرحلة المفصلية. وبعد ذلك أُغلقت الجلسات أمام وسائل الإعلام، قبل أن يتم الإعلان عن البيان الختامي، الذي قُرئ أولاً باللغة الكردية من قبل السيدة فوزة يوسف، عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، ثم باللغة العربية من قبل السيد محمد إسماعيل، رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا.
وأشار البيان إلى أن الكونفرانس انعقد “بعد حوارات مكثفة وجهود مشكورة من الأصدقاء والأشقاء، بهدف اعتماد رؤية كردية موحدة حول بناء سوريا الجديدة والمشاركة في رسم مستقبلها وحلّ القضية الكردية، وذلك في هذه المرحلة الحاسمة التي أعقبت إسقاط نظام الاستبداد في دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر عام 2024”.
وأكد البيان أن “الشعب الكردي، الذي قدّم آلاف الشهداء في سبيل الحرية والكرامة، كان جزءاً أصيلاً من النضال الوطني السوري لإسقاط نظام الاستبداد، وأن نضاله القومي كان دوماً مرتبطاً بنضاله الوطني لبناء نظام ديمقراطي تعددي لكل السوريين”.
وانطلاقاً من هذه المسؤولية التاريخية، أعلن الكونفرانس عن:
• صياغة رؤية سياسية كردية مشتركة، تعبّر عن إرادة جماعية، وتقدم مشروعاً واقعياً لحلٍّ عادل للقضية الكردية ضمن إطار سوريا ديمقراطية لامركزية.
• إقرار الرؤية الكردية المشتركة التي عُرضت على الكونفرانس، واعتمادها كوثيقة تأسيسية، تستند إلى مقاربة حقوقية ودستورية تكفل الحقوق القومية للشعب الكردي، وتصون حقوق المرأة وتضمن تمكينها، مع الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان.
• الدعوة إلى اعتماد هذه الرؤية كأساس للحوار الوطني، سواء بين القوى السياسية الكردية أو مع الإدارة الجديدة في دمشق وسائر القوى الوطنية السورية، بما يفضي إلى بناء سوريا موحدة متعددة القوميات والأديان والثقافات، خالية من الإقصاء والتهميش، وقائمة على احترام الحقوق والكرامة.
كما أكد البيان على ضرورة أن تكون سوريا الجديدة فاعلاً إيجابياً في محيطها الإقليمي والدولي، تساهم في تعزيز الاستقرار والأمان في المنطقة.
وفي ختام البيان، أعلن الكونفرانس عن تشكيل وفد كردي مشترك، يتولى مهمة العمل على ترجمة هذه الرؤية السياسية إلى خطوات عملية، والتواصل مع الأطراف الوطنية والدولية ذات الصلة لتحقيق مضامينها.