عقدت منسقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) اجتماعها الدوري في مدينة القامشلي، بحضور الرئيسة المشتركة للمجلس السيدة ليلى قره مان، وعضوات المنسقية، وذلك لمناقشة آخر المستجدات السياسية والإنسانية في سوريا والمنطقة، والتحديات التي تواجه المرأة السورية ودورها في العملية السياسية.
استُهل الاجتماع بنقاش موسع حول الأوضاع المتسارعة في سوريا، حيث أكدت منسقية المرأة أهمية قراءة التطورات الجيوسياسية بدقة ومسؤولية، لا سيما في ظل تصاعد التدخلات الخارجية، وعودة نشاط تنظيم “داعش”، وتدهور الأوضاع الأمنية في عدد من المناطق السورية. واعتبرت المنسقية أن تجاهل هذه المعطيات سيؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد السوري، مشددة على أن المرحلة تتطلب وعياً جماعياً بما يجري على المستويين المحلي والإقليمي.
وفي كلمتها، شددت السيدة ليلى قره مان على أن “السوريين بحاجة إلى قراءة المشهد السياسي والتطورات بعين واقعية ومسؤولة، لأن مستقبل البلاد مرهون بمدى إدراكنا لما يجري من تحولات داخلية وخارجية”. وأكدت أن “الحوارات والتفاهمات بين السوريين هي التي ستقود البلاد إلى الوحدة والتماسك، بعيداً عن الإقصاء والارتهان للأجندات الخارجية”. كما حذرت من أن “السلم الأهلي في سوريا مهدد، ومن الضروري تعزيز التكاتف والتلاحم بين جميع السوريين من أجل بناء وطن آمن ومستقر لكل أبنائه”.
وفي السياق ذاته، أكدت منسقية المرأة على أهمية التوافق بين السوريين عبر الحوار الجاد والمسؤول، باعتباره المدخل الأساسي لإنقاذ البلاد والوصول بها إلى برّ الأمان والاستقرار، مشددة على أن أي حلّ سياسي لا يمرّ عبر إرادة السوريين ومشاركتهم الحقيقية سيكون هشّاً وغير قابل للاستمرار.
وتناول الاجتماع الاتفاقات الأخيرة بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والرئيس أحمد الشرع، إضافة إلى التفاهمات في مناطق الشيخ مقصود والأشرفية، حيث رأت المشاركاتُ أن هذه المبادرات تمثل خطوات مهمة نحو التهدئة السياسية وإعادة ترتيب العلاقات الداخلية بما يخدم استقرار البلاد.
كما أعربت عضوات المنسقية عن قلقهن من تغييب القوى المدنية، لا سيما النساء والشباب، عن المشهد السوري، مما يُضعف فرص بناء توافق وطني حقيقي، ويُبقي البلاد رهينة للصراعات والانقسامات.
حيث أكدت السيدة ليلى قره مان أن المرأة السورية تدفع ثمناً باهظاً في ظل الفوضى وانعدام الأمن، حيث تتعرض بشكل مستمر للعنف والانتهاكات، ما يُقوّض من فرصها في لعب دور فعّال في المرحلة السياسية القادمة. وأضافت: “كيف يمكن لنا كنساء سوريات أن نوحّد رؤيتنا ونحقق تمثيلاً سياسياً حقيقياً في المرحلة الانتقالية، في ظل التهميش والإقصاء الذي تتعرض له المرأة؟”.
وأشارت إلى أن “مكتسبات المرأة السورية التي تحققت خلال السنوات الماضية باتت مهددة بفعل السياسات والتشريعات التي تقصي المرأة من الفضاء العام”، مؤكدة أن “سوريا اليوم بحاجة إلى قيادة نسوية حقيقية، وهناك نساء كثيرات يواصلن المقاومة والصمود رغم كل الظروف، من أجل أن يكون لهن دور فعّال في رسم ملامح مستقبل سوريا”.
واختُتم الاجتماع بعدد من التوصيات، أبرزها؛ استكمال ورش العمل الخاصة بالاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة السورية.