عقد مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية – مركز حلب، اليوم الأربعاء، اجتماعه الدوري الخاص بمنسقية علاقات الأحزاب السياسية، وذلك في مقر المجلس بمدينة حلب، بمشاركة ممثلين عن عدد من الأحزاب والقوى السياسية. ناقش الاجتماع آخر المستجدات على الساحتين السورية والإقليمية، وسبل تعزيز التنسيق السياسي بين الأطراف الفاعلة بما يضمن دعم العملية السياسية وتحقيق تطلعات السوريين في بناء دولة مدنية ديمقراطية.
خلال اللقاء، أجرى الحضور تقييماً شاملاً للواقع السوري، مع التركيز على أهمية بناء حوار جاد ومسؤول بين القوى الوطنية، وتفعيل دور الأحزاب السياسية في صياغة حلول مشتركة للأزمة السورية، بعيداً عن سياسات الإقصاء والتهميش التي فاقمت معاناة السوريين خلال السنوات الماضية.
وتناول المجتمعون تداعيات الوضع الإقليمي والدولي على الملف السوري، مؤكدين على خطورة استمرار بعض القوى الخارجية في محاولات تقويض الوحدة السورية عبر تغذية النزاعات القومية والطائفية، في سياق سعيها لفرض أجندات تتعارض مع إرادة السوريين في التغيير الديمقراطي والسيادة الوطنية، وإكدوا على أهمية تطبيق اللامركزية كمدخل لتحقيق الاستقرار.
وفي هذا السياق، شددت فاطمة الحسينو، الإدارية في مكتب العلاقات بمركز حلب، على الأهمية الاستراتيجية لمؤتمر وحدة الصف الكردي، معتبرة أن نجاحه يشكل نقطة تحول في المسار السياسي الوطني، ويمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق وحدة وطنية حقيقية. وأكدت الحسينو أن التعددية السورية غنى يجب تحويله إلى عامل قوة واستقرار، لا إلى أداة للصراع، داعية إلى حوار شامل لا يُقصي أحداً، وإلى بناء نظام سياسي قائم على العدالة والمساواة والتمثيل المتوازن.
وأضافت الحسينو أن الحل السياسي الشامل يجب أن يبدأ بخطوات عملية، تبدأ بوقف إطلاق النار، مروراً بإطلاق عملية حوار وطني تُترجم مطالب السوريين في نظام لا مركزي يحترم الخصوصيات ويضمن الحقوق. كما اعتبرت أن هذه اللقاءات الدورية تُمثّل منصة فاعلة لتبادل الرؤى وبناء جسور التفاهم بين مختلف الفاعلين السياسيين، مشيرة إلى أن دور “مسد” سيبقى محورياً في الدفع نحو تسوية سلمية عادلة تحفظ وحدة البلاد وتصون كرامة شعبها.
واختُتم الاجتماع بالتأكيد على استمرار مجلس سوريا الديمقراطية في جهوده لتقوية التواصل السياسي بين مختلف الأطراف الوطنية، والعمل على بلورة رؤية جامعة تُمهّد لمرحلة انتقالية مستقرة تُفضي إلى حل سوري-سوري بعيدًا عن التدخلات الخارجية.