عُقدت في صالة “منتزه السبيل” بمدينة حلب، يوم الأحد 18 مايو/أيار الجاري، جلسة تمهيدية بدعم من منظمة “بروميديشن” الفرنسية وبمشاركة ممثلين عن إدارة الشؤون السياسية ومحافظة حلب، وذلك ضمن سلسلة حوارات استراتيجية تهدف إلى دعم السّلم الأهلي وتعزيز التماسك المجتمعي.
وشكّلت الجلسة، التي تميزت بتعدد محاورها، منطلقاً لمناقشات مستفيضة حول واقع السياق المحلي و الإدارة التشاركية، واختُتمت بوضع تصور لخطة العمل المستقبلية.
برزت مشاركة مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) من خلال مداخلة فاطمة الحسينو، إدارية مكتب العلاقات في مركز حلب، التي شددت على أهمية الاستفادة من التعدد المجتمعي الذي تتميز به المدينة، وضرورة استثماره في بناء عقد اجتماعي جديد يُعزز الاستقرار على أسس التشاركية والعدالة والتمثيل المتكافئ. ولفتت الحسينو إلى التحديات التي خلّفتها الحرب، من انقسامات جغرافية وسياسية إلى موجات نزوح وتراجع في البنى الاجتماعية، مؤكدة أن تجاوز هذه المرحلة يتطلب إعادة بناء الثقة بين المكونات وتعزيز دور الإدارة المحلية في رأب الصدع المجتمعي.
وأكدت الحسينو أن نموذج الحوكمة التشاركية يُعد مدخلاً أساسياً لتحقيق الاندماج الوطني، داعيةً إلى تعزيز الشفافية وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية، لا سيما عبر تمكين النساء والشباب والنازحين من الانخراط الفعّال في النقاشات المجتمعية وصنع القرار السياسي.
كما شددت على أن مسد يواصل انخراطه في هذه المبادرات انطلاقاً من التزامه الثابت بدعم مسار الحل السياسي السوري القائم على التعددية والديمقراطية، وتقديم رؤية متكاملة لسوريا موحدة لامركزية تعترف بحقوق جميع مكوناتها.
من جهتها، أكدت الجهة المنظّمة أن هذه الورشة ستتبعها سلسلة من اللقاءات التفاعلية لضمان استمرارية الحوار ومأسسة نتائجه عبر آليات ملموسة، بما يسهم في صياغة نموذج متكامل للسلم الأهلي.