نظّم مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، ندوة حوارية موسعة في مدينة القامشلي تحت عنوان: “أهمية التفاوض من أجل مستقبل ديمقراطي حر”، بحضور واسع ضمّ ممثلي الهيئة الرئاسية في المجلس، إلى جانب شخصيات من أحزاب كردية وعربية وسريانية، ومنظمات نسائية وشبابية ومجتمع مدني، إضافة إلى مستقلين وصحفيين ومثقفين.
تناولت الندوة ثلاثة ملفات رئيسة تمحورت حول أهمية التفاوض وآليات تشكيل اللجان المعنية، والاتفاقات الأولية بين قوات سوريا الديمقراطية وسلطة دمشق، وملف التعليم في مناطق الإدارة الذاتية، فضلاً عن مسألة بناء التحالفات.
في الملف الأول، قدّمت فوزة يوسف، عضوة الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي، عرضاً مفصلاً حول اللقاءات التمهيدية بين قوات سوريا الديمقراطية وسلطة دمشق، مشيرة إلى تفاهمات أولية حول عدد من القضايا، من بينها الوضع في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب وسد تشرين. وأكدت يوسف أن “الحل العسكري أثبت فشله”، مشددة على ضرورة استبداله بحوار سياسي جاد، لافتة إلى أن لجان التفاوض لم تعقد لقاء مباشراً حتى الآن رغم إعلانها الاستعداد لذلك.
أما الملف الثاني، فتناولته سميرة حج علي، الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية، حيث كشفت عن انعقاد لقاء رسمي في 13 و14 نيسان بدعوة من وزارة التربية في دمشق، خُصّص لبحث إمكانية تقديم امتحانات الشهادتين داخل مناطق الإدارة. وأكدت أن اللقاء كان إيجابياً، إلا أن الاتفاق النهائي لم يُنجز بعد، وأن منظمة اليونيسف تلعب دور الوسيط في هذا الملف.
وفي الملف الثالث، أكد خبات محمد، عضو الهيئة الرئاسية في “مسد”، أهمية بناء التحالفات السياسية، داعياً إلى إطلاق حوار وطني شامل يضمن تمثيل جميع المكونات السورية. وأضاف أن “التفاوض هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية”، محذراً من أن تأخير الحوار يزيد من معاناة السوريين ويعمّق الأزمة.
وشهدت الندوة نقاشاً موسعاً، حيث شدد المشاركون على ضرورة تعزيز الجهود السياسية، تمهيداً لأي مفاوضات محتملة مع حكومة دمشق، مؤكدين أن الحل يجب أن يكون سورياً – سورياً، عادلاً، ويؤسس لنظام لا مركزي بضمانات دولية.