شهد البرلمان البريطاني، مساء الخميس، عرضاً خاصاً للفيلم الوثائقي «روج آفا بين الديمقراطية والحرب»، وذلك بتنظيم مشترك بين مركز التقدم الكردي وممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في لندن، وبمشاركة عدد من أعضاء البرلمان البريطاني، وصحفيين، وخبراء في الشأن السوري والكردي، إلى جانب جمهور مهتم بتطورات المنطقة.
الفيلم من إنتاج مؤسسة “MailOnline” البريطانية، وتم تصويره في شمال وشرق سوريا، حيث يسلّط الضوء على تجربة الإدارة الذاتية في هذه المناطق، وسط تحديات الحرب والإرهاب، والسعي لبناء نموذج ديمقراطي بديل. ويعرض مشاهد حصرية من داخل المخيمات ومناطق دمرها تنظيم “داعش”، كما يتضمن مقابلات مع قادة سياسيين ومقاتلات من وحدات حماية المرأة، تعكس مقاومة النساء والمجتمعات المحلية في وجه التطرف.
تبع العرض نقاش موسّع شارك فيه الصحفي ديفيد أفير، كاتب ومقدم الفيلم وكبير المراسلين الأجانب في “MailOnline”، والمصور والمنتج تشارلي كرافن، إلى جانب الدكتور محمد مصطفى، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في لندن. وتركزت النقاشات حول الواقع الأمني والسياسي في شمال وشرق سوريا، وآفاق الحلول الإقليمية والدولية.
وفي مداخلته، أشار الدكتور مصطفى إلى خطورة ملف سجون “داعش” ومخيم الهول، مشدداً على أن “هذه القضية لم تعد محلية بل باتت دولية، وتتطلب تعاوناً من الدول الكبرى والمنظمات الإنسانية من أجل إيجاد آلية قضائية عادلة لمحاسبة المرتكبين، والعمل على إعادة الموقوفين الأجانب إلى دولهم الأصلية”.
وقد لاقى الحدث اهتماماً لافتاً من الحاضرين، وفتح باب النقاش حول أهمية دعم التجارب الديمقراطية الناشئة في مناطق النزاع، والتأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي في مساندة الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والمساواة في ظروف بالغة التعقيد.
ويأتي هذا العرض في إطار اهتمام متصاعد من الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية والأوروبية بمستقبل شمال وشرق سوريا، والدور الحيوي الذي تلعبه المجتمعات ومكونات المنطقة في محاربة الإرهاب وتقديم نموذج سياسي بديل يقوم على التعددية والعدالة.