عقدت منسقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) اجتماعها الدوري في مدينة الحسكة، بحضور الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، السيدة ليلى قره مان، وعضوات المنسقية، حيث تركز النقاش على التطورات الإقليمية والوطنية وأهمية دور المرأة في المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا.
وافتتحت السيدة ليلى قره مان الاجتماع بتقييم مستفيض للأحداث التي شهدها الشرق الأوسط منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، معتبرة إياها نقطة تحوّل استراتيجية تعيد رسم الخريطة السياسية في المنطقة. وأكدت أن المرحلة المقبلة يجب أن تُبنى على أسس التعايش والاستقرار، مع الابتعاد عن منطق الصراعات التي أثقلت كاهل المنطقة طويلاً.
وحول الوضع السوري، أوضحت السيدة قره مان أن البلاد تمرّ بمرحلة حاسمة، مع وجود فجوات كبيرة في إشراك جميع مكونات الشعب السوري في عملية انتقال سياسي شاملة وجامعة. وأكدت أن سوريا أصبحت اليوم نقطة محورية لاستقرار المنطقة، وأن بناء هذا الاستقرار يتطلب توافقاً وطنياً داخلياً بعيداً عن التأثيرات الإقليمية والدولية التي قد تضر بمصلحة الشعب السوري.
ولفتت إلى أن الفراغ السياسي الحالي يؤثر سلباً على طبيعة الدولة السورية المستقبلية، مما يستدعي تكثيف الحراك السياسي وتعزيز دور جميع الفئات، لا سيما المرأة التي تمثل ركيزة أساسية في بناء مستقبل سوريا.
وفي حديثها عن دور المرأة، قالت:
“لا يمكن بناء سوريا الجديدة دون تمثيل نسوي حقيقي. استمرار تهميش النساء سيُفشل أي عملية سياسية، ويخلق خللاً بنيوياً في مسار بناء الدولة. المرأة ليست عنصر دعم بل شريكة في القرار والمستقبل”
ومن جهتهن، أكدت عضوات منسقية المرأة على أهمية دور النساء في هذه المرحلة الحساسة، مشيرات إلى الأثمان الكبيرة التي تحملتها المرأة السورية خلال سنوات الصراع الطويلة. وأكدن أن الوقت قد حان لإشراك المرأة بشكل فعلي في مراكز صنع القرار، واعتبرن أن مشاركتها في صياغة الدستور السوري المقبل ليست مجرد مطلب اجتماعي بل ضرورة وطنية لضمان العدالة والشمولية وترسيخ قيم الديمقراطية الحقيقية.
كما تطرّق الاجتماع إلى أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمجتمعية، مع التأكيد على ضرورة الانطلاق نحو تعافٍ شامل يشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز ثقافة السلم الأهلي والتفاهم بين مكونات الشعب السوري عبر الحوار والتعاون المشترك، بهدف بناء دولة ديمقراطية مستقرة بعيدة عن تدخلات وصراعات القوى الخارجية.
واختتم الاجتماع بجملة من المخرجات، أهمها؛
– تنظيم سلسلة ورشات حوارية موسعة حول التمثيل السياسي للمرأة السورية وأدوارها المختلفة.
– استمرار التواصل والتنسيق مع النساء السوريات في كافة المناطق لبناء توافقات وطنية جديدة وقوية.
– التحضير لعقد الاجتماع النصف سنوي القادم لمنسقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية لمتابعة التطورات وتقييم الإنجازات.
ويجسد هذا الاجتماع التزام منسقية المرأة في “مسد” بدور فاعل وحيوي في العملية السياسية السورية، ورغبتها في قيادة التغيير نحو مستقبل يسوده السلام والمساواة.