أكد الدكتور محمود المسلط، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، أن السلم الأهلي هو عنوان المرحلة الحالية في سوريا، مشيراً إلى أن البلاد دخلت مرحلة مفصلية بعد أربعة عشر عاماً من الحرب، مع بروز متغيرات سياسية كبيرة على المستويين المحلي والإقليمي، وتشكيل حكومة جديدة في دمشق.
وأوضح المسلط أن “السلم الأهلي” لا يعني فقط وقف العنف، بل يشكل ضرورة وطنية لمدّ جسور الحوار بين جميع المكونات السورية، قائلاً: “ليس لدينا خيار إلا أن نكون متعايشين تحت راية هذا الوطن العزيز. نحن أبناء حضارات عظيمة تعايشت على هذه الأرض المباركة لقرون، ولا توجد أزمة حقيقية في التعايش بين السوريين”.
وأضاف أن السوريين، رغم التحديات السياسية والمعيشية، لا يملكون ترف الانقسام، بل مطالبون بالتماسك والوحدة في وجه محاولات زرع الفتنة، مؤكداً أن: “السلم الأهلي واجب وطني يقع على عاتق كل السوريين لحماية البلاد وأمنها واستقرارها”.
وتوقف المسلط عند اتفاق 10 آذار الموقّع بين رئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، معتبراً أنه يمثل “خطوة مهمة في اتجاه ترسيخ السلم الأهلي”. وشدد على أن هذا الاتفاق “يجب أن يُحتضن من قبل النُّخب السورية والمجتمع ككل، وألا يُترك مجال للمحرضين الذين يصطادون في الماء العكر”، داعياً إلى “استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للحوار والتعايش، وليس للتحريض على الفتنة والاقتتال”.
كما لفت الرئيس المشترك لـ”مسد” إلى أهمية العدالة الانتقالية كأداة محورية للمصالحة الوطنية الشاملة، موضحاً أن هذا المفهوم يشمل المحاسبة على الانتهاكات، وتعويض الضحايا، وإصلاح المؤسسات، بما يضمن سيادة القانون والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات.
وأضاف: “نحن ندعم العدالة الانتقالية لأنها تصب في سياق بناء سوريا جديدة، تعددية، لا مركزية، يتساوى فيها الجميع ويعلو فيها صوت المواطنة على أي انتماء آخر”.
واختتم الدكتور محمود المسلط حديثه بالتأكيد على ثقته بوعي السوريين وقدرتهم على تجاوز الأزمات، قائلاً: “أنا لا أخاف على سوريا، فالشعب السوري صاحب حضارات عظيمة، وسيبني وطنه من جديد. اليوم نرى العربي أخاً للكردي، والمسيحي أخاً للمسلم، ولا فرق بيننا ما دمنا نتكلم بلغة واحدة هي لغة سوريا”.