Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

لا يزال تنظيم “داعش” الإرهابي، يشكل تهديداً جدّياً يتطلب فهماً ومعالجة شاملة حتى بعد أكثر من أربعة أعوام على دحره، وما كانت محاولة هروب مساجين منتسبين للتنظيم المتطرف من سجن غويران في الحسكة أقصى شمال شرق البلاد في كانون الثاني/ يناير 2022، خير دليل للتذكر أن خطر “داعش” مازال ماثلاً ولم ينتهِ. من غير المعروف إلى الآن كم عدد المساجين الهاربين، لكن عدد قتلى التنظيم تخطى المئتي قتيل، بالإضافة إلى عدد ضحايا تلك العملية حيث استشهد أكثر من 50 عنصر من قوات سوريا الديمقراطية، وهي حصيلة تُعتبر الأكبر من حيث الخسارة البشرية للتحالف الدولي ضد داعش والحلفاء المحليين منذ دحر التنظيم في 2019، في آخر معاقله في الباغوز بدير الزور شرق سوريا. ورغم كل جهود التحالف الدولي ضد داعش وقوات سوريا الديمقراطية، مازال عدد مقاتلي التنظيم في سوريا كبيراً، حيث يُعتقد بوجود 10000 مقاتل على الأقل في سوريا والعراق مجتمعين، نصفهم من المحتمل أن يكونوا في سوريا بشكل عام وفي شمال شرقها بشكل أكثر كثافة من باقي المناطق السورية. وبإضافة حوالي 10000، من المقاتلين السابقين ل”داعش” في السجون، وحوالي 70000 من نساء وأطفال التنظيم في المعسكرات المنتشرة في شمال شرق سوريا لتصبح سوريا أكبر تجمع للتنظيم في العالم. هذا التداخل بين مشكلة داعش وأزمة سوريا يبرز عمق الأزمة.

شاهد/ي أيضًا: سجون “المحرر” ساحات لتصفية المعارضين لحكمهم

مع أن “داعش” الذي سيطر عام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، أُلحقت به هزائم متواصلة وخسر مناطق سيطرته في العراق 2017 وسوريا 2019، إلا أن هجمات عناصره المتقطعة ضد القوى الأمنية وعناصر قوات سوريا الديمقراطية لا تزال متواصلة، ومع تكبده خسائر كبيرة نتيجة عمليات عسكرية للتحالف وقوات سوريا الديمقراطية، إذ قتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في الـ27 من أكتوبر/تشرين الأول 2019 بعد غارة شنتها قوات التحالف في عملية خاصة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وبعد عامين من تعيين أبو إبراهيم القرشي خلفاً للبغدادي، قُتل في الثالث من فبراير/شباط 2022، بتفجير نفسه بعد تنفيذ التحالف الدولي بمساعدة حلفائه من قوات سوريا الديمقراطية غارة جوية على الشمال الغربي لسوريا، وعُيّن خلفاً له أبو الحسن القرشي الذي لقي مصرعه منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2022 بمحافظة درعا في عملية نفذها عناصر من المعارضة المسلحة، ثم عُيّن خلفاً له أبو الحسين الحسيني القرشي، الذي مات هو الآخر في الـ29 من نيسان/أبريل الماضي خلال عملية تدّعي القوات الأمنية التركية القيام بها بشمال سوريا.

يُخيّل إلى المتابع من سرعة القضاء على قيادات “داعش” خلال أربع سنوات فقط بأن التنظيم أوشك على فقد موقعه في العراق وسوريا، فالزعماء الثلاثة بعد البغدادي غير معروفين، ولم يظهروا كثيراً في التسجيلات التي كان يصدرها حين تتبنى العمليات الهجومية إلا عمليات خلايا التنظيم المتطرف لاسيما في مناطق البادية وشرق الفرات توحي غير ذلك كليّا فالتنظيم صار ينتهج خططه الخاصة والمتمثّلة بعمليات الكر والفر وكذلك نصب الكمائن والاغتيالات التي باتت تحمل صبغة التنظيم الإرهابي.

لمواجهة هذه الخطة التي انتهزت فرصة انشغال العالم بالحرب الروسية – الأوكرانية كان لا بد من مواصلة وزراء خارجية التحالف الدولي لمكافحة “داعش” جهودهم بالدعم المستمر لبرامج مكافحة الإرهاب في مناطق النشاط بأفريقيا والعراق وسوريا وجنوب ووسط آسيا عبر تجديد استراتيجية المكافحة بما يتناسب مع التطورات الأخيرة وسرعة الانتشار، وفي اجتماع وزراء التحالف أخيراً في الرياض حمل البيان الصادر عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن ووزراء خارجية التحالف تصورات محددة للتعامل مع التنظيم في المناطق المحررة من العراق وسوريا إضافة إلى إعادة الإدماج، وأن “القتال ضد التنظيم في هذين البلدين لا يزال يمثل الأولوية الأولى للتحالف”
فخطر تنظيم “داعش” حتى وإن خمل لفترات محددة إلا أنه لا ينفك ويعود للواجهة مجدداً لتكون آخر استدفات عناصره المسلحين قبل أيام ٍ قليلة لصهريج نفط على طريق الرصافة – وادي عبيد ببادية دير الزور، مما أدى لمقتل السائق الذي ينحدر من مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي،  واحتراق الصهريج.

كما استهدف عناصر التنظيم المتطرف سيارة إطعام للقوات التابعة للسلطة في دمشق، دون ورود معلومات عن عدد القتلى.

وفي العاشر من حزيران/ يونيو الجاري استهدف مسلحون مجهولون يُعتقد أنهم تابعون لخلايا تنظيم “داعش”، منزل أحد أبناء عشيرة السياد في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، بالرصاص، ما أدى إلى إصابته بجروح، بينما فرّ المسلحون إلى جهة مجهولة.

ويشار إلى أن الاستهداف هو الثاني الذي يطال العشائر ضمن هذه الفترة بمناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا في ظل تزايد نشاط خلايا التنظيم المتطرف.

وبحسب آخر الإحصائيات التي صدرت من المراكز المختصة فقد نفّذت عناصر تنظيم “داعش” أكثر من 70 استهدافا ضمن مناطق الإدارة الذاتية منذ مطلع العام 2023، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة الضحايا جراء العمليات آنفة الذكر 46 ضحية، هم 8 مدنيين، و35 شهيدا من قوات سوريا الديمقراطية ومن قوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية.

شاهد/ي أيضًا: من دمشق.. السوريون يشيدون بمبادرة الإدارة الذاتية

وفي خطوة مكمّلة لما بدأته قوات سوريا الديمقراطية الحليف الأساسي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ورأس الحربة في محاربة التنظيم المتطرف في سوريا، قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا محاكمة عناصر “داعش” المحتجزين لديها، فعد انتهاء معركة الباغوز الأخيرة وما تلاها، ناشدت الإدارة الذاتية وطالبت مراراً المجتمع الدولي بأن يقوم بمسؤولياته في إيجاد حلول لملف عناصر داعش المحتجزين لديها، وطرحت مبادرات لكل الدول المعنية والمنظمات الحقوقية والأممية من أجل تشكيل محكمة دولية، أو محكمة ذات طابع دولي، لكي يمثل أمامها عناصر “داعش” وفق ما تتوفر لدى مؤسسات الإدارة من أدلّة ووثائق دامغة تُدينهم بارتكاب أفظع الجرائم الإرهابية مع داعميهم بحق أبناء ومكونات المنطقة.

اليوم، ورغم التحديات الكبيرة، وصعوبة المرحلة وحساسيتها، والعبء الكبير الذي تتحمله الإدارة الذاتية نتيجة بقاء هؤلاء المجرمين في مراكز الاحتجاز دون أي محاكمة على ما اقترفوه من جرائم بحق الأبرياء، فإن بقاء الأوضاع على ما هي عليه لا يمكن أن يدوم أكثر من ذلك، كما أنّ عدم تقديم هؤلاء المجرمين للقضاء والعدالة أمر منافٍ للقوانين والاتفاقيات الدولية، بالإضافة إلى تزايد خطورة الوضع الأمني في حال بقائهم واستمرارهم على هذا الحال.

ولهذا، وبسبب عدم تلبية المجتمع الدولي لنداءات ومناشدات الإدارة الذاتية للدول لاستلام مواطنيها من التنظيم، وإحقاقاً للحق، وإنصافاً للضحايا، وتحقيقاً للعدالة الاجتماعية، فقد قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، البدء بتقديم عناصر “داعش” من الأجانب المحتجزين لديها إلى محاكمات علنية وعادلة وشفافة، بما يتوافق مع القوانين الدولية والمحلية الخاصة بالإرهاب، وبما يحفظ حقوق المدّعين من الضحايا وأفراد أُسرهم، وهذا لا يعني عدول الإدارة عن رأيها في ضرورة إنشاء محكمة دولية، أو محكمة ذات طابع دولي خاص بملف إرهابيي “داعش”، مع الإصرار على  مطالبة المجتمع الدولي فيما يخص تشكيل محكمة دولية ومطالبةالتحالف الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية المعنية، والمنظمات المحلية، للانخراط بشكل إيجابي والتواجد وتقديم الدعم خلال جميع مراحل المحاكمات.

وسيم اليوسف إعلام مسد

المشاركة