Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

حيّي الشيخ مقصود والأشرفية من الأحياء الشعبية التي لاقت إهمالاً من قبل سلطات دمشق، يعاني سكانها اليوم في شمال مدينة حلب من حصار وتضييق أمني خانق منذ مطلع شهر أب /اغسطس 2022، يضع حياة آلاف المدنيين في خطر.

 

تتحكم قوات الفرقة الرابعة التابعة لسلطة دمشق والمنتشرة على الحواجز المحيطة بالشيخ مقصود والأشرفية والتي زادت من عددها في الآونة الأخيرة من أربعة إلى ثمانية حواجز حول الطرق الرئيسية والمؤدية إليهما بمدينة حلب، بدخول البضائع والمواد الغذائية والمدادات الأساسية إليها.

 

عشرات الآلاف من المدنيين في الشيخ مقصود والأشرفية وقرى في شمال حلب يواجهون نقصاً حاداً في الامدادات الغذائية والطبية والصناعية وانقطاع شبه تام للمحروقات والتيار الكهربائي وتفشٍّ للأمراض إضافة إلى الكثير من الأزمات الأخرى التي يواجهها السكان.

شاهد/ي: حوالات الخارج لقمة العيش الصعبة للسوريين

يخلق الحصار أزمات عديدة ويعيق عمل قطاعات متعددة، ففي ظلّ الحصار الجائر المفروض، يشهد القطاع الصحي تراجعاً ملحوظاً، إذ تسبب في نقص المستلزمات الطبية في المشفى الوحيد في الحيّين (الشهيد خالد فجر)، ونقصاً في الأدوية وارتفاعاً كبيراً في أسعارها إنْ وُجدتْ.

 

ووفقاً لإداري اتحاد الصيادلة في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية “جوان خليل”، فإن دخول الأدوية متوقفٌ بشكل نهائي منذ أكثر من عشرين يوماً، مضيفاً بأن الفرقة الرابعة قبل أسبوعين صادرت سيارتين محمّلتين بالأدوية كانت تحاول الدخول إلى الأحياء المحاصرة.

 

وأشار إلى أنه خلال فترة ستة أشهر الماضية كانت هناك صعوبة في دخول الأدوية وارتفاع كبير في أسعارها، وإن دخلت سيارة محمّلة بالأدوية، فيُدفع مقابل مرورها مليون ليرة سورية للحواجز، أو يدفع نسبة 5% من الفواتير وهذه النسبة يتحمّلها الصيدلاني وبالتالي سكان الأحياء.

ويتواجد في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية 54 صيدلية وذلك حسب تصريحات إداريّ اتحاد الصيادلة في الحي.

 

وفيما يتعلق بخطر استمرار الحصار على حياة المواطنين، حذّر خليل من نقص الإمدادات الطبية التي تهدد السلامة العامة في الحيّين خاصة بعد التحذيرات التي أُطلقت بصدد خروج العديد من النقاط الطبية والصيدليات عن الخدمة نتيجة شحّ الأدوية.

 

كما ناشد خليل المنظمات الإنسانية والصليب الاحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية، للتدخل الفوري وإنقاذ حياة آلاف المدنيين.

 

والجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة دمشق اعتقلت في 11 تموز/يوليو الصيدلاني “هوكر محمد علي حبش،” صاحب “صيدلية جيلو” بالقرب من دوار الجندول على أحد حواجزها المنتشرة في محيط حي الشيخ مقصود، وذلك لمحاولته إدخال أدوية إلى الأحياء المحاصرة والاستيلاء على سيارته إلى جانب مبلغ مالي نحو مليون ليرة سورية كان بحوزته وتحوليه إلى العاصمة دمشق وإلى الآن لايزال مصيره مجهول.

 

من جانب آخر فإن الأكثر ضرراً من هذا الحصار هم طبقة العمال المياومين الذي يعملون لجني قوتهم اليومي فمن بين القطاعات التي تضرر نتيجة الحصار هو قطاعي الصناعة والتجارة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها البلاد.

 

فبحسب تصريح لرئيس غرفة الصناعة والتجارة في حيي الشيخ مقصود والاشرفية “فاروق محمد” فمنذ ثلاثة أشهر تمنع الفرقة الرابعة دخول المواد الأولية للصناعات النسيجية والجلدية.

 

وأضاف أن صعوبات عدة تواجه قطاع الصناعة والتجارة في الحيّين منها عدم توفّر الوقود والانقطاع الشبه التام للتيار الكهربائي وعدم توفر المواد الأولية للصناعة.

 

وأشار إلى أن أكثر من 95% من الورش الموجودة في الحيّين تم اغلاقها بسبب الحصار، أي ما يقارب 15 ألف من الأيدي العاملة عاطلة عن العمل الآن وهذا ما يدفع الشباب للهجرة خارج البلاد.

شاهد/ي: أزمات متجددة.. القطاع العام واستقالات بالجُملة

هذا ويتواجد في حيّي الشيخ مقصود والاشرفية 1200 ورشة لصناعة الالبسة الجاهزة، و45 ورشة لصناعة الاحذية، بالإضافة إلى 40 معملا لصناعة البطاريات وتتخذ من منطقة الشقيف مركز لها، توقفت غالبيتها عن العمل، في وقت كانت فيه تُشرف على الطلبات الداخلية لمختلف المحافظات السورية وإلى دول مثل العراق وليبيا والأردن.

 

ويؤثر الحصار على مختلف شرائح المجتمع في الأحياء المحاصرة ولكنه أشد وطأة على النساء والأطفال وكبار السكن، حيث تروي “خولة أحمد” من أهالي حي الشيخ مقصود انهم لم يحصلوا على أية مساعدات منذ بدأ الحصار، كاشفة عن عمليات استغلال من قبل عناصر قوات الفرقة الرابعة، إذ يبيعون المواد للتجار وللأهالي بأضعاف اسعارها الحقيقية.

واعتبرت خولة إن استمرار الحصار سيضع المنطقة أمام كارثة انسانية، مؤكدة بأن الحصار إجراء يهدف إلى تجويع الأهالي وتهجيرهم، ودعت لرفع الحصار والتضامن مع أهالي المناطق المحاصرة.

 

أصوات المدنيين في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية تتعالى بمطالبة سلطة دمشق بفك الحصار عن المنطقة وإتقاذ حياة الآلاف، لكنها دعوات لا تتلقى الاستجابة بل يقابلها سياسات التجويع والتهجير وتفريغ المنطقة من ساكنيها.

 

لينا العلي- حلب

المشاركة