Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

مع بداية كل فصل من فصول السنة لاسيما فصلي الشتاء والصيف، تبدأ قصة معاناة قديمة ومتجددة باستمرار لقاطني المخيمات في الشمال الغربي من سوريا، في ظل غياب المنظمات الفاعلة وتقديم الحلول الجذرية لتخديم تلك المخيمات والتي يُقدّر عددها في المنطقة حوالي 1500مخيم، منها أكثر من 500مخيم عشوائي يعاني من انعدام الخدمات الصحية ومقومات الحياة الأساسية.

مأساة السوريين بين مخيمات الطين ومخيمات جحيم الصيف

ما ان ينتهي مأساة السوريين في فصل الشتاء ومعاناتهم مع غرق الخيام، والفيضانات المتكررة، الا أن لفصل الصيف معاناة تظهر ملامحها بشكل متجدد بمختلف مناحي الحياة على قاطني المخيمات دون اللجوء لحلول جذرية لمعالجة كل ذلك، فدرجات الحرارة المرتفعة ترهق الأهالي المدنيين القابعين تحت قماش الخيمة الذي لايقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.

عام جديد يطلّ على الشمال الغربي من سوريا ومخيماته المترامية الأطراف والممتدة عشوائيا على طول الحدود السورية التركية ، دون تدارك لمعاناة النازحين في تلك الشوادر القماشية، ففي الشتاء صقيع وبرد وعواصف وفيضانات وطرق طينية.

وفي الصيف حر وأمراض وأوبئة وشحٌّ في المياه مع الانتشار الكثيف للحشرات والزواحف في ظل بُنىً تحتية هشّة للمخيمات.

ولعل أكثر ما يعانيه قاطنو المخيمات في فصل الصيف عدة أمور أساسية تتجلى بدرجات الحرارة المرتفعة مع غياب وسائل التبريد والتكيف كالمراوح والبرادات المنزلية، بالإضافة لعدم وجود كهرباء في الخيام واعتماد سكانها على الطاقة الشمسية التي لا تكاد تنعدم مع غياب الشمس حتى تغيب معها تشغيل المراوح أو وسائل التبريد إن وجدت .

شاهد/ي: 11 شهراً من الحصار.. كيف يبدو المشهد في أحياء حلب المحاصرة؟

ولا ننسى شح المياه وغلاء أسعاره في ظل غلاء مادة المازوت وحفر الآبار العشوائية دون رقيب أو تنظيم، ناهيك عن تزايد الحشرات والأمراض والأوبئة الجلدية والزواحف كالأفاعي والحشرات الضارة وذبابة حلب التي تسمى “باللشمانيا”، والتي تفتك بأجساد أطفال المخيمات.

يُضاف إلى كل ما تمّ ذكره ارتفاع حالات التسمم بين المدنيين بسبب الطعام الذي يُترك دون براد منزلي مما يجعله عرضة للحشرات الضارة.

كل تلك العوامل والأسباب تجعل من أجواء فصل الصيف بمثابة مأساة تُضاف لمآسي السوريين الذين يعشونها منذ بواكير الحرب التي أرهقت كاهلهم منذ أكثر من عقدٍ من الزمن .

إهمال متعمد وتضيّق يصل حد الخناق

تتفاقم مشاكل المخيمات لا سيما العشوائية منها يوما بعد يوم حيث تعاني من نقص في الخدمات الصحية والمعيشية كما تعاني من هشاشة البُنى التحتية وقلة وجود النقاط الطبية وتنظيم الصرف الصحي وعدم توفر المياه حتى بالحد الأدنى.

أعداد المخيمات التي تعاني من انعدام المياه ارتفعت إلى أكثر من 658 مخيم من أصل 1633 منتشرة في شمال غرب سوريا، حيث تمّ تسجيل 34مخيم انقطعت عنها المياه من قِبل المنظمات الخيرية التي كانت تمدّهم بها في تلك المنطقة.

تحذيرات عدة أُطلقت من ارتفاع درجات الحرارة في بداية فصل الصيف مع التنويه لخطورة اشتعال الحرائق التي توسعت وازدادت في تلك المخيمات، ومع كل تلك التحذيرات ومناشدات قاطني الخيام إلا أن حجم الاستجابة بالكاد يكون معدوما خاصة وأن غالبية المنظمات العاملة في شمال غربي سوريا لا تقدم إلا الحلول الإسعافية دون الالتفات للحلول الجذرية والتي من شأنها إنهاء معاناة المدنيين.

قامت بعض المنظمات الخيرية بدورها الخدمي فيما يخص عددا من المخيمات كإعادة بناء البُنى التحتية وتأمين مياه صحية للشرب، تُوزع في النقاط الطبية أو تأمين نقاط طبية متنقلة لخدمة المخيمات النائية. لكن تلك المنظمات لم تستوعب العدد الكامل فماتزال هناك مخيمات مغيّبة كلياً عنها دون أي مساعدة تُذكر أو حتى النظر في شكواها .

ومن الانتقال من إهمال المنظمات الى تضيق سلطات الأمر الواقع على المدنيين في المنطقة حيث قامت مؤخرا ما تسمى ” حكومة الإنقاذ” العاملة في إدلب وقسم من أرياف حلب، والتي ترعاها ” هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) بإطلاق تحذيرٍ لأصحاب الآبار القريبة من المخيمات بتوزيع مياه الشرب عليها، حيث أصدرت قرارا بفرض عقوبة مالية على من يخالف القرار في محاولة منها لاحتكار سوق بيع المياه على النازحين في تلك المخيمات.

فأغلب المخيمات تعاني من نقص المياه التي تُعد من مقومات الحياة الأساسية ومتطلباتها اليومية وقلّتها التي تسبب الأمراض بسبب التلوث من الصرف الصحي المكشوف والمياه الملوثة التي تنقل الأمراض والأوبئة وسط مخاوف السكان من مرض الكوليرا الذي يزداد مع بداية ارتفاع درجة الحرارة، حيث أردف أحمد (45 عاما) من قاطني المخيمات السكنية قائلا، ” أنه مع كل الجهود لاستيعاب حجم المعاناة لاتزال لا تكفي فواقع الحال أصعب من الشرح المخيمات السكنية قد تكون أفضل من الخيام ولكننا نواجه مصاعب أيضا وخاصة في فصل الصيف فطريقة البناء وقرب الكتل السكنية من بعضها يُشعرنا بالاختناق ولا زلنا نعاني من قلة المياه في كل صيف مع غياب شبه تام للمنظمات الاغاثية “.

ازداد مؤخرا عدد المخيمات بسبب كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة شمال غرب سوريا، وخلّف دماراً هائلاً في الممتلكات والبُنى التحتية مما اضطر أغلب سكان المناطق المنكوبة إلى اللجوء إلى مخيمات الإيواء مما زاد عدد المخيمات العشوائية .

وبالحديث عن مخيمات ريف حلب الشمالي، في مدينة عفرين وضواحيها تجد أن المشكلة ذاتها فالمخيمات التي تُسجّل في المجالس المحلية تلقى الدعم المناسب لها أمّا العشوائية منها فهي مهمّشة وبعيدة عن أي خدمة تُذكر.

شاهد/ي: حوالات الخارج لقمة العيش الصعبة للسوريين

سليمان حاج علي، موظفٌ في إحدى المنظمات العاملة في منطقة عفرين يقول، ” تابعت العديد من المخيمات وكانت مغيبة تماما لعدم وصولها إلى المجالس المحلية، منها ما غيبت تماما عن أي دعم معنوي أو خدمي، وتعاني الآن من ارتفاع درجة الحرارة في ظل غياب أي دور للمنظمات في تدارك حالتهم السيئة.”

ويردف حاج علي، بالقول ” تعمل المنظمات بطرقة عشوائية وتعتمد على المحسوبيات وبالكاد تخدم حوالي 70بالمئة، من المخيمات فيما تعاني البقية من التهميش”
وخلال سنوات مرت، تدهورت الحياة في مخيمات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر، مخيمات ” دير بلوط ” الواقعة في أقصى شمالي إدلب، والذي يعاني سكانه من الافتقار الكامل للخدمات المعيشية والمياه الصحية، لاسيما في فصل الصيف حيث تزداد الأمراض والأوبئة الجلدية والزواحف كالأفاعي والحشرات الضارة وذبابة حلب التي تسمى علميا “باللشمانيا ” كون المنطقة جبلية متعرجة وتكثر فيها الغابات.

معاناة ومآسي السوريين في مخيمات شمال غربي البلاد في تزايد مستمر، لاسيما في فصلي الشتاء والصيف، ولعل أبرز ما يجعل تلك المعاناة في تفاقم متزايد منذ أكثر من عقد من الزمن، هُم من يعتاشون على مآسي وأوجاع السوريين وهو ما يدفعهم ويدفع بعض المنظمات بتقديم الخدمات والحلول الإسعافية لا الجزرية .

تيم الأحمد / شمال غرب سوريا

المشاركة