Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

اشتدت حالة الغليان الشعبي في الساحل السوري بعد موجة الغلاء التي مازالت تفاجئ الناس كل يوم بأسعار جديدة لكل مادة استهلاكيّة، ومع انتفاضة الجنوب السوري التي مازالت مستمرة منذ أكثر من أسبوعين، وخروج العديد من أبناء الساحل عن صمتهم وتعبيرهم عن معاناتهم وعن توقهم للعيش الكريم سواءً في الأماكن العامة أو على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت سلطة دمشق باتخاذ عدّة إجراءات وتدابير لمنع وصول موجة الإضرابات والتظاهرات للساحل السوري، ومع انعدام الحلول المقدّمة من السلطة واستمرار تدهور الأحوال المعيشيّة فهل ستنجح السلطة باحتواء الوضع السياسي والأمني في الساحل السوري؟

إجراءات السلطة لكم الأفواه

قامت سلطة دمشق وبعد أيام قليلة من انطلاق الاحتجاجات في محافظة السويداء بالجنوب السوري؛ بسلسلة إجراءات من شأنها إيصال رسائل التهديد والترهيب لأهالي الساحل حيث كثّف من تواجد عناصر الشرطة ومباحث المرور ومن عمليّات التفتيش على حواجزه، حيث بدأ التشديد فيما يخص التدقيق بالبطاقات الشخصيّة والضغط على الشبّان الذين لم يقوموا بخدمة العلم بعد، ونشّطت دوريّات الأمن الجنائي والدوريّات المشتركة (شرطة وأمن عسكري وأمن سياسي ومخابرات جويّة…) في المدن والضواحي.

وبحسب حسن (25 عاماً) لم يخدم في الجيش لأنه وحيد حيث اعتقل على أحد الحواجز لمدّة ثلاثة أيام لعدم وجود بيان عائلي بحوزته إذ يقول، «في فرع الأمن الجنائي كان هناك اكتظاظ للمطلوبين، وكانت عناصر الشرطة يكيلون بالضرب والشتائم على الجميع دون توقف، فرع الأمن الجنائي قطعة من جهنّم هذه الأيام»، كما اشتكى الكثير من أصحاب السيارات من كثرة دوريّات شرطة المرور والدوريات المشتركة التي تطلب أوراق السيارة والأوراق الشخصيّة لجميع الركاب، ومن الاعتقالات التعسفيّة بحق الشبّان تحت سن الأربعين عاماً ممن لايحملون دفاتر خدمة العلم أو أوراق تثبت تأجيلهم أو إنهاء خدماتهم، كما قامت أجهزة السلطة الأمنية باعتقال العديد من نشطاء الفيس بوك كأحمد ابراهيم اسماعيل وأيمن فارس وحسين حسن حيدر، إثر انتقادهم للسلطة عبر مناشير أو تسجيلات فيديو على “الفيس بوك”، كما أفاد نشطاء باعتقال السلطة لما يقارب الخمسين شخصاً إثر إبدائهم لامتعاضهم من سياسات السلطة في أماكن عامّة.

شاهد/ي: الساحل السوري يغلي ودعوات للإضراب والتظاهر

تقول السيدة منى (63 عاماً) التي اعتقلت السلطة ابنها البالغ من العمر 28 عاماً “إثر عبارات انتقاد عاديّة للحكومة بينما كان يُحضر الخبز للبيت” ذلك حسب تعبيرها، وتابعت بأنّ فرع الأمن السياسي أنكر وجوده في الفرع وطلب أحد الضباط منها رشوة كبيرة لتسهيل تقديمه للمحاكمة، حيث اعتمدت السلطة على الاحتفاظ بمثل هؤولاء المنتقدين لبضعة أشهر في أفرعها الأمنيّة ومن ثم إطلاق سراحهم تحت المحاكمة بتهمة “وهن عزيمة الأمة”.

ومن ناحية أخرى فقد أوعزت السلطة لجميع فعالياتها الحزبية بإيصال رسائل تهديد ووعيد للأهالي في حال أبدو أي مظهر من مظاهر الاحتجاج في الواقع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عقد كل أمين فرقة في حزب “البعث” اجتماعاً موسعاً مع أعضاء فرقته وبعض الأهالي نبّههم فيها لضرورة التزام الصمت في هذه المرحلة وتأجيل أي شكل من أشكال الانتقاد لأي مسؤول حكومي، والتركيز على ضرورة محاسبة المنتقدين، حسبما أفاد العديد من الأشخاص.

موقف أهالي الساحل من احتجاجات السويداء

تلقى أهالي الساحل الأخبار القادمة من الجنوب بالكثير من الترقب وانتظار التغيير الذي سيحدث والذي ربما سينجّيهم من الجوع والفقر، فمَن كان في أسفل الهرم لايخاف السقوط، على حد تعبير أحد نشطاء “الفيس بوك” والذي عبّر من خلاله عن لسان حال الأهالي الذين يعيشون أقل من كفاف يومهم ولايعرفون ما يخبئه الغد القريب لهم.
وفي لقاء مع المعارض السياسي والمعتقل السابق لدى اللسلطة ناصر (67 عاماً) يقول: «الناس يشتمون السلطة في السّر والعلن وبالرغم من كل تهديد السلطة ووعيدها فالناس لا تستطيع تقبّل هذا الواقع».
ومن الجدير بالذكر ومما لمسناه من احتكاكنا اليومي مع الأهالي لاحظنا حالة عدم المبالاة والاكتراث كثيراً بما يحصل، إذ لايرى معظم أهالي الساحل دوراً ملموساً لهم في الأحداث الجاريّة، ذلك لترهيب السلطة لهم ومنعهم من التعبير عن موقفهم السياسي ومصادرته بكافة الوسائل، كما أن الهَم المعيشي يأخذ معظم تفكير معظم الناس.

شاهد/ي: السويداء تتحدى القرارات الجائرة وتطالب بالتغيير

يبدو للمراقب البعيد أن الساحل السوري يشكو هموم المعيشة فقط، وماتلك التسجيلات التي تخرج بين الحين والآخر سوى مبادرات فرديّة جريئة لحد كبير، يعرّض فيها الشخص نفسه وعائلته للاعتقال والملاحقة وربما أكثر من ذلك، لكن شعوراً مجتمعيّاً برفض السلطة في دمشق بدأ يتنامى بشكل كبير، بعد أن ثبُت للقاصي والداني أكاذيبها، وفسادها المطلق، ومصالح النافذين فيها بتركيز المال والنفوذ يأيدهم والسيطرة على البلاد والناس، وعدم اكتراثهم للجوع والإحباط الذي أكل صدور الناس وعقولهم، مايفتح الاحتمالات في المستقبل القريب ربما لتنامي حالة الغضب الشعبي وكسرها لحاجز الخوف والترهيب الذي يبدو كجدار مصمت أمام حق الناس الطبيعي في حياة طبيعيّة.

أليمار لاذقاني- اللاذقية

المشاركة