Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

بعد مُضي أكثر من أربعة أعوام على تحرير ريف دير الزور وآخر معاقل تنظيم ” داعش” الإرهابي من قبل قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” شرق سوريا، عادت المحافظة وريفها منذ أيام لتتصدر المشهد السوري بامتياز.

حيث لا يخفى على أحد الأهمية الاستراتيجية لدير الزور مقارنة بباقي المحافظات السورية، إذ تعتبر ثاني أكبر محافظة في البلاد إضافةً لمجاورتها العراق واتساع ريفها وشطر الفرات لها شطرين شمالي وجنوبي.
وبالنظر للاعتبارات السابقة والتواجد الإيراني على الضفة اليمنى لنهر الفرات مع عناصر السلطة في دمشق ولفيفها من “دفاع وطني” وغيرها من الميليشيات، وبالمقابل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي، وقعت منذ أيام اشتباكات بين ” قسد” وعناصر إجرامية، راح ضحيتها زمرة من أبناء العشائر ومكونات المنطقة بلغ عددهم 90 شخصاً.

الفتنة تذهب إلى الهاوية

نتيجةً لكثرة القوى المتداخلة منذ بداية الأزمة واستغلال الجغرافية السورية في خدمة وتنفيذ سياساتها مُجنِّدةً أبناء المنطقة بهذا الأمر، وذلك حسب ما أفاد به الشيخ لورنس البورسان، أحد مشايخ قبيلة الولدة على ضفاف الفرات،” كان هناك توجّه لمرحلة من الاستقرار في هذه المنطقة ما قوّض مضجع الجهات الخارجية وجعلها تعمل على تأجيج الوضع في دير الزور”.

شاهد/ي: أحداث دير الزور.. فتنة وأدتها وحدة أبناء المنطقة

كما عزا البورسان، السبب الآخر في هذا التأجيج إلى حرف المسار عن الحراك الشعبي في الجنوب السوري، كدرعا والسويداء إلى دير الزور ذات المكوّن العشائري الأساسي.

وحول الفتنة بين العرب والكرد، ودور شيوخ العشائر، ذكر الشيخ، أنه تم تحوير الصراع إلى مسألة صراع بين العرب والكرد، وهذا غير صحيح لأن الهوية السورية تجمع الكل.

ونوّه الشيخ أن توجّه شيوخ العشائر بعدم الانجرار وراء الفتنة، على الرغم من أن أيادي خارجية من أبناء البلد أيّدوه بسبب عدم وصول الصورة الصحيحة لهم، ولكنهم تراجعوا عندما علموا بالحقيقة وتغلّبت لغة العقل على السلاح، لأننا سوريون ” فلتذهب هذه الفتنة إلى الهاوية”.

التجييش الإعلامي

مَن يتابع وسائل التواصل والوسائل الإعلامية لقنوات “المعارضة”، التي تُبث من تركيا أو الوسائل الإعلامية الحكومية بل وحتى الوسائل الإعلامية الإيرانية، يظنّ أن مُحرِّر أخبارها شخص واحد.

وللمرة الأولى منذ بدء الثورة السورية عام 2011 توحّدت أبواق سلطة دمشق مع أبواق ما يسمى بـ “الائتلاف المعارض” وخرج مذيعوها ومترأسوها بما يفضح نواياهم وغاياتهم، إضافةً إلى شنّهم حملاتٍ من التضليل الإعلامي ونشر الأكاذيب وتزييف الحقائق.

مسؤول الإعلام الحر، في الرقة والطبقة ودير الزور، حسين عثمان، حلل المشهد لهذا التجييش وأوضح أنه يحمل ثلاثة جوانب هي، محاولة السيطرة على حقول النفط والتعتيم الإعلامي على الحراك الشعبي في السويداء وضرب الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، مستخدمةً أنواع مختلفة من الأكاذيب ونشر فيديوهات وصور تعود لما قبل أربع سنوات، ُمستغلِّة بذلك العاطفة العشائرية لدى أبناء دير الزور.

ووصف عثمان، محاولة زعزعة الأمن والاستقرار من الجهات الخارجية بأنها” يائسة وبائسة” مضيفاً، أن إعلام قوات سوريا الديمقراطية قام بتغطية الوقائع والأحداث بواقعية ومصداقية دون أي فبركات إعلامية، على عكس ما يُروّج له الإعلام المعادي للمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا.

وتابع الإعلامي، أن القوات العشائرية الحقيقية هي قوات سوريا الديمقراطية مؤديةً واجباتها على أكمل وجه، وقائمةً على التشاركية ودعا العثمان للتهدئة والحوار لحل كل الأزمات لأن ” الخاسر الأكبر هو الشعب السوري”.

تغليب العقل والمنطق والاعتماد على التشارك

خلال الأيام الماضية ظهر العديد من الخبراء والباحثين وحتى الكتّاب والصحفيين الذين تحدثوا وشرحوا أحداث دير الزور، ولكن جميعهم داروا في فلك التساؤل القائل، ما هي الأسباب التي أدت إلى هذه الأحداث؟!.

تعاني سوريا منذ أكثر من اثني عشر عاماً أزمة سياسية وواقعاً اقتصادياً متردياً، وبحكم أن دير الزور جزءٌ أساسي من الوطن السوري فلديها نفس المشكلات.

شاهد/ي: غليان الساحل السور ي وتدابير السلطة لاحتوائه

وبالرغم أن دير الزور لديها خصوصية معينة إلا أن هناك تراكمات تحتاج إلى معالجة منطقية وعدم تغييب لغة العقل، نزولاً إلى استخدام السلاح حيث تحدث الرئيس المشترك لاتحاد المثقفين في الرقة عبد الرحمن الأحمد، أن” الواقع المعيشي في مناطق الإدارة الذاتية أفضل من غيرها “.

كما نادى الأحمد، إلى تغليب العقل والحكمة والاستماع للحكماء والحوار وتجنب المصالح الشخصية والعمل على المصلحة العامة ومصلحة الوطن، وختم الأحمد حديثه ب “نحن نسيج واحد يكفي الشعب السوري ويلات ومآسي”.

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، الجمعة 8آب/اغسطس، في بيانٍ لها انتهاء العملية العسكرية الأساسية في دير الزور وشرحت تفاصيلها.

ومن الجدير ذكره، أن موقع “المونيتور” أجرى مقابلةً يوم الخميس الفائت مع الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، تعهّد خلالها بتلبية مطالب العشائر العربية في شرقي سوريا، والإفراج عن المعتقلين وإصدار عفوٍ عام في أحداث دير الزور.

كما وعد باستضافة اجتماع واسع النطاق مع وجهاء القبائل العربية وممثلين آخرين من دير الزور لمعالجة المظالم.

محمد الدبوس-الرقة

المشاركة