Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

مع ارتفاع وتيرة ترحيل السوريين قسرا من تركيا، يشتكي الكثير من اللاجئين السوريين من تشديد الخناق عليهم في تركيا إلى جانب “تصاعد في الهجمات العنصرية ضدهم” التي ينفذها الأتراك على منازل ومحال تجارية للسوريين المقيمين في تركيا ولم يسلم من تلك الهجمات وحملات الترحيل القسري حتى طلاب الجامعات اذ لم تكد تنتهي الانتخابات الرئاسية حتى بدأت الحكومة التركية بتنفيذ خطة ما وصفتها “العودة الطوعية” للاجئين السوريين إلى بلادهم في المناطق التي تسمى ” آمنة ” في الشمال الغربي من سوريا.

والسؤال الجوهري الذي يطرح نفسه هنا، طالما أن المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري هي مناطق ” آمنة ” ومستقرة على حدّ وصفها فلماذا يخاف السوريون من الترحيل لتلك المناطق ؟ الإجابة على هذا السؤال المهم يتطلب الخوض في أحوال المنطقة وما يعانيه المدنيون من تردي للأوضاع المعيشية والأمنية على كافة الأصعدة وحالة التدهور الأمني والاقتصادي التي تسود الشمال الغربي من سوريا وإلى ما يمكن أن تؤول إليه المنقطة أكثر في ظل تعنت المعارضة وارتهان قرارها وانتهاكات فصائلها العسكرية بحق المدنيين .

شاهد/ي: دير الزور تتصدر المشهد السوري.. الغايات والمجريات

ولعل أبرز إجابة حديثة على سؤالنا هذا أتت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، عندما صرّح عن سبب العقوبات التي فرضتها بلاده على قياديين وفصائل معارضة تنتمي لما يسمى ب”الجيش الوطني” قائلا، ” فرضت الولايات المتحدة عقوبات على فصيلين سوريين مسلحين معارضين فضلًا عن 3 من قادتهم، لتورّطهم في أعمال تُمثّل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وبغض النظر عن الجهة المسؤولة، سنستمر في تعزيز آليات المحاسبة لمن يقف وراء تلك الأفعال الشنيعة ضد الشعب السوري ” .
يقول الشاب عامر برّد، ذو 35 عاما ” كنت ذاهبا لعملي في إحدى أحياء إسطنبول اوقفتني دورية من الشرطة وأخرجتُ أوراق إقامتي وهويتي لكنهم لم ينظروا إليها حتى بل قاموا بتمزيقها ووضعوني داخل السيارة مكبّل الأيدي، لأجد نفسي بعد عدة أيام من سجني على الحدود السورية التركية وها أنا داخل مدينة إدلب بلا مأوى ” .

ويضيف برّد، عن مخاوفه قائلا، ” عن أي أمان تتحدث يا أخي منذ أول ليلة لي في إدلب استيقظتُ على أصوات القصف وسيارات الإسعاف ولا أعلم ماذا أفعل، فاذا أردت العودة إلى تركيا سأموت على يد رصاص الجندرمة التركية وإذا أتت عائلتي أخاف عليهم من القصف ” .

إن المخاوف التي أبادها عامر هي مخاوف مشروعة وموجودة على الرغم من الادعاءات التركية التي تقول، ” بـأن المنطقة آمنة وتسميها أيضا بمنقطة خفض التصعيد ” لكن الواقع ينفي كل تلك الادعاءات إذ إن منطقة خفض التصعيد والتي تضم مناطق المعارضة لم تشهد يوما خفضاً للتصعيد فالقصف لم يتوقف على المنطقة، إضافة لذلك الاقتتال الدائم بين فصائل المعارضة المسلحة وسط المدنيين يجعل المنطقة بكاملها منطقة خطيرة للعيش أو الاستثمار، وتجعل من السكان المحليين تحت وطأة النزوح المتكرر بين الحين والآخر بسبب حالات الاقتتال الدائم بين الفصائل، وخير شهيد على ما سبق هو اقتتال “هيئة تحرير الشام” ( جبهة النصرة سابقا ) مع فصائل ما يسمى “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، حيث سقط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح ونزح على إثر ذلك الاقتتال أكثر من 650 عائلة .

فإذا كان هذا حال السكان المحليين فكيف ستكون نظرة العائدين ؟ في ظل كل تلك الممارسات اللاإنسانية والانتهاكات المتكررة وسياسية كتم الافواه . يخبرنا الحاج أبو محمود ذو 52 عاما، وهو مرحّلٌ منذ أسابيع إلى سوريا، حيث كان يتعالج في تركيا لكنه فوجئ بالشرطة التركية قد رحّلته إلى الحدود التركية السورية ومنها إلى الأراضي السورية.

شاهد/ي: أحداث دير الزور.. فتنة وأدتها وحدة أبناء المنطقة

ليس الحاج أبو محمود حالة فردية بل كثير من السوريين المرحّلين امتنعوا عن التصريح للإعلام عما جرى لهم وهو ما يمكن أن يُفسّر بأنهم تعرّضوا للتهديد ممن يطالبون بالحرية والعدالة، الذين أخذوا من أوجاع السوريين وأحلامهم باباً لتنفيذ أجندات مشغلهم .

وبحسب مصادر من مناطق شمال غرب سوريا، بلغ عدد المرحّلين قسرا خلال الشهر الحالي فقط 1000 مرحّل، ويتم الترحيل من معابر باب الهوى وباب السلامة ومعبر تل أبيض، بعد سحب كافة الثبوتيات الشخصية وأخذ بصماتهم اليدوية والعينية لضمان عدم عودتهم مرة أخرى إلى الأراضي التركية.

تيم الأحمد / شمال غرب سوريا

المشاركة