Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

في سياق السياسات التركية في شمال سوريا، تستمر أنقرة بإرهابها المتعدد الأوجه، فالسياسات التركية لم تقتصر على دعم الإرهاب بمسمياته المختلفة، أو محاولات فرض واقع ديمغرافي في شمال شرق سوريا، بل ثمّة سياسات تركية جديدة بدأت تتبلور لتكشف حقائق الإجرام التركي في سوريا. هي حقائق أماطت اللثام عن وجه أنقرة الحقيقي، والتي تُريد صراحة الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الجغرافية السورية، تحت ذرائع حماية أمنها القومي، وعدم السماح لـ قسد تهديد الداخل التركي، وتحديداً عقب الهجوم على مقر أمني تابع لوزارة الداخلية التركية في أنقرة. لكن ما يدحض الادعاءات التركية في سياقها العام، ترجمه نفي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، مرور منفّذي هجوم أنقرة من مناطق في شمال وشرق سوريا، وقال عبر حسابه الرسمي بمنصة “إكس”، “لسنا طرفاً في الصراع الداخلي التركي، ولا نشجع على تصاعد وتيرته”. ودعا عبدي الأطراف الضامنة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ المواقف المناسبة حيال هذه التهديدات المتكررة وضمان الاستقرار في المنطقة والسلام. وأضاف، “تبحث تركيا عن ذرائع لشرعنة هجماتها المستمرة على مناطقنا وشنّ عدوان عسكري جديد، وهذا ما يثير قلقنا”.

شاهد/ي: من دمشق إلى بكين.. السوريون يريدون حلاً

الإرهاب التركي تترجمه ميدانياً هجمات الطائرات المسيرة والتي تستهدف النقاط الحيوية في شمال سوريا، ورغم أن التصعيد التركي الحالي في شمال سوريا، سيبقى مضبوطاً، لكن تركيا تُمعن في إرهابها، الأمر الذي يقوض جهود مكافحة الإرهاب، والأمر الأهم في هذه التطورات، هو أن تركيا وعبر استمرار اعتداءاتها، تعمل على زيادة حالة التوتر في عموم الشمال السوري، وتُنبئ الهجمات التركية بـ بوادر حرب جديدة، لاسيما أن استمرار الإرهاب التركي يؤثر سلباً على عمل وأداء التحالف الدولي ضد الإرهاب، وهو ما ينعكس سلبا على ضبط الحدود ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.

وبصرف النظر عن تعرّض تركيا لهجوم في أنقرة، لكن تذرّعها بهذا الهجوم لن يسمح لها بإطلاق يدها في الجغرافية السورية أو العراقية، فهذا الأمر دونه اعتراض من قبل الولايات المتحدة وبقية اللاعبين الفاعلين في الشمال السوري، وبالتالي، على المجتمع الدولي أن يعي بأن استمرار الاعتداءات التركية، سيدفع المنطقة إلى نزاع واسع، ما يُهدد المُكتسبات التي حُقّقت إبان القضاء على داعش الإرهابي، والأحرى بالتحالف الدولي أن يضع حدّاً للسياسات التركية، ويمنع تحرّكها في جغرافية الشمال، والضغط عليها لمواجهة الارهاب الحقيقي ورفع غطاءها السياسي والعسكري عن الفصائل الإرهابية في إدلب وريف حلب، والتي تشكّل التهديد الحقيقي لحالة الاستقرار في شمال شرق سوريا.

ربطاً بما يحدث من إجرام تركي بحقّ المدنيين في مناطق الإدارة الذاتية، فإنه من الواضح أن تركيا لن تتخلى عن هدفها المُعلن بضرورة تأمين المناطق الشمالية من سوريا، والتي تعتبرها مصدر تهديد لأمنها القومي بحسب ما تدّعيه، الأمر الذي يهدد في العمق مختلف المناطق السورية وليس فقط تلك التي تسيطر عليها قسد، وفي جانب أخر، فإن المواجهات في دير الزور، وجدت من خلالها تركيا فرصة لتثبيت وجودها وتطبيق معادلتها في جغرافية الشمال، وعليه قد نشهد تصعيداً في تحركات التنظيمات الإرهابية التي تدعمها أنقرة، ضد قسد وقوات السلطة، ومن ثم امتدادها إلى مناطق الإدارة الذاتية.

شاهد/ي: من شوارع دمشق.. واقع تعكسه هواجس السوريين “2”

واقع الحال يؤكد بأننا أمام جولة تصعيد تركية جديدة، لكن ورغم ذلك فإن تركيا تناقض بسياساتها ما هو مُعلن من قِبلها، بمعنى، أن الهجمات التركية تتركز فقط في الجغرافية السورية، وليس داخل الأراضي التركية نفسها، خاصة وأن الهجوم الذي استهدف أنقرة، تم في قلب العاصمة التركية، ونفّذه مواطنون أكراد أتراك، ولهذا فالرّد عبر استهداف قوات قسد في شمال شرق سوريا هو بمثابة هروب للأمام وخلط للأوراق وتصدير لأزمة داخلية اقتصادية وسياسية.

ما نودّ قوله صراحة، أن قوات سوريا الديمقراطية هي جزء من تحالف دولي هدفه محاربة الإرهاب، وبهذا فإن قسد هي قوة تعمل وفق أُسس واضحة وبانضباط، وهي تملك اعترافاً دولياً بمواجهة الإرهاب بطريقة فاعلة ومؤثرة، وبالتالي فإن الاعتداءات التركية في طابعها العام، تُعد سياسة خاطئة وبذات التوقيت داعمة للإرهاب، فضلاً عن إمكانية انجرار المواجهة مع الولايات المتحدة التي أسقطت المُسيّرة التركية جراء اقترابها من إحدى القواعد الأمريكية، وضمن هذه المعطيات لا يمكن القول بأن الهجمات التركية الأخيرة هي بمثابة جس النبض الأمريكي، لجهة إمكانية السماح لأنقرة بشنّ عملية عسكرية واسعة في مناطق الإدارة الذاتية، لأن تركيا في هذا الإطار قد تخطّت المحظور، ولا يمكن السماح لها باستمرار اعتداءاتها المُهدّدة لجهود مكافحة الإرهاب، والتي تمثّل قسد العمود الفقري في محاربته.

كل ذلك يؤكد بأن استهداف تركيا للمنشآت الحيوية في مناطق الإدارة الذاتية، إنما غايته الأولى والأخيرة هو دعم الإرهاب والعمل على تنميته، بما يُحقق الاستراتيجية التركية في شمال سوريا، وتوضح الإجرام التركي وغاياته.

عمار المعتوق-دمشق

المشاركة