Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

حيي الشيخ مقصود والأشرفية من الأحياء الشعبية في حلب، يرزح سكانها تحت وطأة الحصار الحكومي الذي يهدد حياة السكان، وأشاع البطالة والفقر وأفضى إلى تدهور الخدمات كافة بما في ذلك الخدمات الصحية وتسبب بتضاؤل المساعدات الانسانية.

يعاني اليوم سكان الحيّين في شمال مدينة حلب من حصار خانق تفرضه الفرقة الرابعة التابعة لسلطة دمشق، منذ مطلع شهر آب/اغسطس 2022، ما يضع حياة ما يقارب 200 ألف من المدنيين في خطر.

يستمر الحصار الخانق الذي تفرضه الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق على حيّي الشيخ مقصود والاشرفية منذ أكثر من عام على التوالي، حيث تمنع دخول الأدوية وحليب الأطفال والمواد الغذائية والإغاثية إضافة لمنع دخول المحروقات، والتي تساهم بدورها في تفاقم الأزمة لتتضاعف أسعار السلع والمواد الغذائية.

شاهد/ي: سياسيون سوريون يدينون الاعتداءات التركية على شمال وشرق سوريا

ملامح الوضع في الفترة الراهنة

حصار الحيّين خلّف آثاراً مدمرة انعكست بالتالي على الشعب، حيث توسعت رقعة المعاناة التي قضت مضاجع الجميع وقضى على الطبقة المتوسطة ووسّع رقعة طبقة ما تحت خط الفقر، وهو ما أثار امتعاض سكان الحيّين.

خالد بكر (39 عاماً) من سكان حي الأشرفية يقول إن الأوضاع المعيشية ازدادت سوءاً، بسبب ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية والأساسية، والذي يقابله الحصار الذي تفرضه الفرقة الرابعة على الحيين منذ فترة طويلة، مما يمنع وصول السلع الأساسية والغذاء والدواء والوقود.

الأطفال الأكثر ضرراً

تروي خالدة سليمان (28 عاماً)، وهي أم لطفل رضيع معاناتها، قائلة “منذ عدة أيام وأنا أبحث عن حليب لطفلي الرضيع لكن دون جدوى” لندرته من جهة وارتفاع أسعاره إن توفر، متسائلة “من يُسكت صراخ الأطفال الجائعين”.

حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، اللذين لقيا إهمالاً كبيراً ومستمراً، دائماً ما يكونان خارج تغطية السلطة في دمشق، حيث اتسعت رقعة المعاناة لتصل إلى المواد الإغاثية، فحسب تصريح خاص من لجنة الإغاثة التابعة للهلال الأحمر السوري في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، فإن المساعدات الإغاثية يُمنع دخولها من قِبل حواجز الفرقة الرابعة.

وأشارت اللجنة خلال تصريحها إلى أن المساعدات منذ أكثر من عام لم تصل إلى أهالي حيّي الشيخ مقصود والاشرفية، باستثناء عدة شاحنات لإغاثة المتضررين من الزلزال والتي عرقلت الحواجز المحيطة بالحيّين مرات عدة دخولها.

الحصار… يدمر قطاعات عدة

ولعل من أخطر الأزمات التي يرزح تحت وطأتها سكان الحيّين هي أزمة القطاع الصحي، وفي هذا السياق الإداري المشترك لمشفى الشهيد خالد فجر (المشفى الوحيد في الحيّين) محي الدين آمد، يقول إن المواطنين وبالأخص الأطفال والنساء يعانون من أوضاع صحية سيئة، بسبب منع دخول الأجهزة الطبية والأدوية من قِبل الفرقة الرابعة، ما أدى إلى النقص الحاد في الأدوية الطبية ونفاذ الأدوية للحالات الإسعافية، فضلاً عن ارتفاع أسعارها.

وحذّر من استمرار هذا الحصار وعدم إدخال المحروقات والأدوية، منوّهاً إلى أنه ومع اقتراب الدخول لفصل الشتاء سيزيد من انتشار وخاصة الأمراض التنفسية، كالتهاب القصبات والربو والتحسّس، نظراً لعدم وجود وسائل ملائمة للتدفئة.

وفي الختام ناشد المنظمات الانسانية والصليب الاحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية للتدخل الفوري وإنقاذ حياة آلاف المدنيين.

ويُذكر بأن العام الماضي توفي طفلان نتيجة البرد القارص وبسبب عدم حصول الأهالي على مخصصاتهم من المحروقات.

الجدير بالذكر، أن شركات الأدوية توقّفت عن إرسال مندوبيها إلى الشيخ مقصود والأشرفية لعدم السماح لهم بالدخول إلى الحيّين.

لم تتوقف المعاناة عند هذا الحد، بل اقتحمت القطاع التجاري والصناعي الذي شهد إقفالاً بالجملة نتيجة عدم توفر المواد الأولية للصناعة.

وبحسب غرفة الصناعة والتجارة في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، فإن أكثر من 95% من الورش الموجودة تم إغلاقها، الأمر الذي تسبب بفقدان 15 ألف من العمال لوظائفهم لتنتشر البطالة مما يزيد الوضع الاقتصادي سوءاً، مما يدفع الشباب للهجرة إلى خارج البلاد.

هذا ويتواجد في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية 1200 ورشة لصناعة الألبسة الجاهزة، و45 ورشة لصناعة الأحذية، بالإضافة إلى 40 معملا لصناعة البطاريات وتتخذ من منطقة الشقيف مركز لها، توقفت غالبيتها عن العمل، في وقت كانت فيه تشرف على الطلبات الداخلية لمختلف المحافظات السورية وإلى دول مثل العراق وليبيا والأردن.

شاهد/ي: انتفاضة السويداء.. تحديات أمنية ومحاولات متكررة لإفشالها

إن استمرار السلطة بحصارها على الحيّ سيهدد حياة آلاف المدنيين، كما حذر الرئيس المشترك للمجلس العام في الحي ولات معمو، من حدوث كارثة انسانية بتوقف المشافي والأفران ومضخات المياه عن العمل بسبب منع دخول المحروقات مع استمرار الحصار المفروض وخاصة مع الاقتراب لدخول فصل الشتاء.

وقال إن الحصار الحكومي دمّر مختلف القطاعات الحياتية، لا سيما الصحية والاقتصادية والصناعية وغيرها، وحمّل الحكومة السورية المسؤولية الأولى والمباشرة من هذه الأزمة الكارثية، ودعا المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته تجاه ظروف الحصار والعمل على إنهائه.

تفاقم هذه الأزمات أدٍت إلى تأجيج المدنيين ضد سلطة دمشق، فبين الفينة والأخرى يتظاهر أهالي الحيّين أمام حاجز الفرقة الرابعة مطالبينَ برفع الحصار عنهم، حيث يمكن تشبيه الوضع بالبركان المستعد للانفجار، فهل سيسمع أحدٌ أصواتهم؟ وهل ستسعى الحكومة أو المؤسسات الدولية إلى تقديم المساندة والدعم؟ وهل سيتحرك المجتمع الدولي لإغاثة أهالي الحيّين وإنهاء هذا الحصار؟

لينا العلي-حلب

المشاركة