Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

شهدت مناطق سيطرة السلطة في دمشق أحداثاً درامتيكيّة قُبيل اندلاع أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر في فلسطين، حيث شهدت الأحوال المعيشيّة تدهوراً كبيراً ماتزال مساراته تتراكم ليومنا هذا، انطلقت على إثرها احتجاجات ومظاهرات في محافظة السويداء تطالب بالتغيير واسقاط السلطة حيث ماتزال مستمرة ليومنا هذا، كما شهدت الكليّة الحربيّة في محافظة حمص تفجيراً استهدف الضبّاط الخريجين وأهاليهم، ذهب ضحية هذا التفجير مايزيد عن مئة ضحيّة، هذا قُبيل العمليّة العسكريّة المباغتة التي شنّتها حماس على غلاف غزة، والتي أُطلقت عليها “طوفان الاقصى” تلك العملية أدت لحالة سكونٍ وترقّبٍ في المنطقة ككل، وفي حين التزمت السلطة الصمت حيال ماجرى ويجري في فلسطين، نحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على الإجراءات والتدابير التي تقوم بها السطلة، كما سنحاول استخلاص موقفه مما يجري من خلال تصريحات مسؤولينَ ونافذينَ وموقفهم الذي تم تصديره للبيئات التي ماتزال السلطة تعتبرها بيئته الحاضنة.

شاهد/ي: المعامل السورية متوقفة عن الإنتاج لغايات سلطوية

مظاهر التشديد الأمني

بالرغم من الهدوء الذي تشهده مناطق الساحل السوري وصفحات التواصل الاجتماعي والانشغال العام بالأحداث الجارية في غزّة، إلّا أن السلطة ماتزال متخوّفة وبشدّة من أي تحرّك قد يأتيه من مناطقه وخاصة الساحل السوري، إذ إنّه قام بنشر دوريّات أمنيّة باللباس المدني في المدن والشوارع الرئيسيّة ومراكز انطلاق الحافلات، حيث تقوم هذه الدوريّات بالتعرّض للشباب وتوقيفهم والتدقيق في بطاقاتهم وهواتفهم ذلك حسب شهود قاموا بسرد ماحصل معهم؛ ومنهم غسّان (35 عاماً)، إذ يقول: ( كنت في شارع المشبّكة- شارع في قلب السوق الرئيسيّة في طرطوس- وفجأة أوقفني ثلاث شبّان بشكل غريب وطلبوا مني بطاقتي الشخصيّة على الفور، وعند سؤالي لهم من أنتم أجابوني بأنّهم دوريّة أمن، أوقفوني لمدة ربع ساعة وكان معي حوالي العشرة شبّان حيث إنهم أوقوفوا كل الشبّان الذين كانوا يمرون في الطريق).
ويقول عمران (28 عاماً) عن دوريّة على مدخل مركز انطلاق الحافلات (الكراج الجديد) قائلاً: ( بضعة شبّان يقفون على مدخل الكراج يعترضون المارة ويأخذون بطاقاتهم الشخصيّة ولانعرف من هم، يقومون بالتحقق من البيانات عن طريق الهاتف الجوال ومعهم سيارة مدنيّة يتقلون فيها الشبّان المطلوبين للجيش أو لأي سبب آخر)، كما أكد شهود عيان عن انتشار دوريّات تعمل بنفس الأسلوب في مناطق مختلفة من الساحل السوري وخاصّة مراكز المدن.

حجج السلطة لمنع مظاهر التضامن مع غزّة

حاول نشطاء وفاعلون في مناطق السلطة الخروج بمظاهرات تضامنيّة مع أهل غزّة، إلّا أنها واجههم بالمنع التام لأي مظهر من مظاهر التضامن، حتى الوقفات الاحتجاجيّة، قال الناشط السياسي في اللاذقيّة هيثم خ. 46 عاماً: (ذهبت مع بعض النشطاء لمقابلة المحافظ في خطوة منّا اعتبرناها حينها مبادرة وطنيّة لنصرة أهلنا في غزّة، أسوةً بباقي شعوب العالم التي عبّرت عن تضامنها مع القضية الفلسطينيّة والتي نعتبرها قضيتنا المركزيّة، كما يعتبرها حزب البعث قضيّة مركزيّة، لكننا فوجئنا بطريقة تعاطي القيادة مع مبادرتنا).

شاهد/ي: الأرضية المناسبة للبدء بالحل السياسي في سوريا – آراء وتوجهات

فقد استقبلنا مدير مكتب المحافظ وشدد علينا بأن هذه المظاهر ستنظمها فعاليات حزب البعث والقيادة في الوقت المناسب، وبأنه علينا المشاركة عندما يُطلب منا المشاركة بهذه المبادرة أو أيّة مبادرة تدعو إليها القيادة، كما حاولنا التواصل مع قيادة فرع الحزب، دون جدوى فقد رفضوا حتى لقاءنا، لا بل تلقينا اتصالات من فرع الأمن السياسي، أخذ بيانات إقامتنا وأوصل لنا رسائل تهديد، ووفق نشطاء آخرين في مناطق سيطرة السلطة فقد خلت كل مناطق سيطرتها من أي مظهر من مظاهر التضامن مع غزّة، وأكّد ناشطون في طرطوس ودمشق، منع السلطة لهذه المظاهر منعاً باتاً، ذلك لعدّة أسباب من أهمها خوفه الشديد من تحوّلها لمظاهرات ضدّه حسب تعبير ناشطين.

تعمّدت السلطة في دمشق ومنذ نشأتها على أيديولوجيةٍ محورها عِداء اسرائيل والدفاع عن القضيّة الفلسطينية حيث كتمت الحريات العامة وألغت الحياة السياسيّة وفي الحرب الأخيرة دمّرت المدن السوريّة فوق رؤوس سكانها، متّهمةً كل من يعارضها بالعمالة لإسرائيل وبالخيانة العظمى، وفي الوقت ذاته تلتزم الصمت حيال ما يجري في فلسطين وتروّج لهزيمة الفلسطينيين، مثبتةً بذلك لما تبقّى من مواليها قبل كل سوري، بأن حرية الوطن من حريّة المواطن وأن الاستبداد واحد، يدمر السلام والحريّة لشعوب المنطقة.

أليمار لاذقاني-اللاذقية

المشاركة