يحلّ الشتاء ضيفاً ثقيلاً على قاطني المخيمات لما يحمل معه من متاعب وآلام متجددة لهم، ومع أولى زخات المطر ظهرت المتاعب جليّة في مخيمات الشهباء بريف حلب الشمالي.
يكافح النازحون والمهجّرون السوريون في مخيمات الشهباء بريف حلب الشمالي، من أجل مواصلة العيش في ظروف صعبة يفاقمها حلول موسم الشتاء.
ويستقبل مهجّرو مدينة عفرين المحتلة موسم شتاء آخر وهم في الخيام، حيث يواصل أكثر من 100 ألف من مهجّري منطقة عفرين، العيش في المخيمات بشمال مدينة حلب، في ظل ظروف تفتقر إلى العديد من أساسيات الحياة الكريمة.
شاهد/ي: السلطة تمنع مظاهر التضامن مع «غزة» في الساحل السوري..مالسبب؟
أوضاع قاسية تسيطر على المخيمات
الظروف الجوية الباردة ليست العائق الوحيد الذي يواجه سكان المخيمات، بل هي جزء من عدّة مشكلات متجذرة لعلى أبرزها قصف دولة الاحتلال التركي وهجماته المتكررة على المنطقة والتي تسفر في كثير من الأحيان عن سقوط ضحايا مدنيين بالإضافة للأضرار المادية الكبيرة.
ناهيك عن مشكلة تأمين وقود التدفئة وأبسط مقومات الحياة الذي بات صعب المنال في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه السلطة في دمشق وتجاهل المنظمات الدولية والإغاثية.
ظروف إنسانية بالغة الصعوبة يعانيها مهجّرو عفرين تحت خيم مهترئة لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، حيث يقول محمد خالد (73 عاماً)، أحد قاطني مخيم برخدان في الشهباء، أن موسم الشتاء يفاقم من معاناتهم في الخيام.
وأضاف إنهم يفتقرون بالدرجة الأولى إلى التدفئة والمواد الغذائية، لافتاً إلى عدم قدرته على العمل بسبب كِبر سنه.
وبدوره، قال عمر بانه يعيش في المخيم برفقة أولاده الـ 4، مشيراً إلى أن غياب التدفئة يفاقم من معاناتهم في مواسم الشتاء.
أما جميلة شيخو (34 عاماً)، قالت إنها لا تملك سوى البطانيات لتدفئة اولادها، فضلاً عن مواجهتهم صعوبات في الحصول على المأكل والحليب لطفلها الرضيع.
الأوضاع الانسانية المأساوية التي تعيشها اسر عفرين في تلك المخيمات لا تختلف عن أوضاع العوائل القاطنة في البيوت شبه المدمرة، حيث يفتقر قسم من المنازل التي لجأ إليها أهالي عفرين للنوافذ والأبواب.
تقول زلوخ وليد (55 عاماً)، إن منزلها مثل غالبية المنازل في الشهباء لا نوافذ فيها ولا ابواب مما يجبرها على تغطيتهم بالبطانيات.
شاهد/ي: المعامل السورية متوقفة عن الإنتاج لغايات سلطوية
أكثر من 25 ألف عائلة لن يحصلون على مخصصاتهم من المحروقات هذا العام، رقم صادم لكن هذا ما أشار إليه نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين والشهباء، جمال رشيد حيث أكد بأن العائلات ستعاني الأمرّين في حال استمر حصار السلطة في دمشق.
وانتقد جمال، الصمت الدولي وغياب انفتاح المنظمات الدولية على مخيمات الشهباء، وحثّ الجهات المعنية والمنظمات الدولية على التدخل الفوري لتجنب تكرار مآسي الأعوام الماضية
ويتوزع قسمٌ من نازحي عفرين داخلياً على خمسة مخيمات هي (برخدان، العودة، عفرين، الشهباء وسردم)، بينما يتوزّع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.
فصلٌ جديد من فصول المعاناة يتجدد هذا العام مع قاطني مخيمات الشهباء مع غياب شبه التام لدور المنظمات الدولية والإغاثية، حيث لا جديد يُذكر عن الأعوام السابقة ليُترك الأهالي وحيدين في مواجهة برد الشتاء وكوارثه.
لينا العلي- حلب