Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

تتسع دائرة التحذيرات حول العالم من أن تصاعد مستوى التوتر الإقليمي تزامناً مع حرب غزة واقتراب تداعياتها نحو دول المنطقة عموما؛ ولبنان وسوريا على وجه الخصوص، مما يُسهم في إنعاش لغة الخطاب وتحرّكات الجماعات الراديكالية والمتطرفة في الإقليم من جديد وفي مقدّمتها تنظيم “داعش” الإرهابي.

فالواقع يشير إلى أن أحداث حرب غزة المتواصلة على مدى أكثر من شهر ونيّف والانشغال الدولي والإقليمي بها، قد ينسحب على الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ويترك الباب مفتوحاً أمام تلك الحركات والتنظيمات الإرهابية متمثّلةً بـ “داعش” وأخواته لإعادة تنظيم صفوفه، واستغلال ما يحصل لتسعير خطاب الكراهية والعنف في المنطقة وحول العالم.

شاهد/ي: الأزمة المعيشيّة في الساحل السوري تتعمّق والأهالي على حافة المجاعة

ويرى خبراء ومراقبون، إن “توقيت هذه الحرب واستعارها منذ أسابيع بلا بوادر لنهاية قريبة لها، يقدّم فرصةً ذهبية لداعش للعودة مجددا، وتوظيف ما يحصل لتخفيف الضغوط عليه واستغلال الثغرات عبر التمدّد وزيادة عملياته”، كما سيعمل على إحياء نمط (الذئاب المنفردة)، استغلالا لما تشهده معظم المجتمعات من غضب جراء ما يحصل في حرب غزة، وهو ما يهيأ المناخ لفكرة الصراع مع كلّ مَن يخالفه في تطبيق أفكاره وعقيدته المتطرفة.

وليست مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بمنأى عن كل ما تخطط له قيادة هذا التنظيم المتطرف وما نشهده من هجماتِ كرٍّ وفر، التي تقوم به عناصره المتخفّيةِ هنا وهناك خير دليل على ما يسعى إليه ” داعش”، ولكن في المقابل تُشدِّدُ قوّات سوريا الديمقراطية على ملاحقة خلايا التَّنظيم الإرهابيّ، وتؤكِّدُ أنَّ عمليّاتها ضُدَّه لن تتوقَّف حتى تتمكَّن من اجتثاثه من جذوره وتُجفِّفَ منابعه، لتُرسِّخَ الأمن والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا.

ففي السياق ذاته وضمن عمليةً نفّذتها قواتٌ خاصة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، يوم الإثنين، 20 نوفمبر/ تشرين الثّاني الجاري، في بلدة “الكرامة” بريف الرِّقَّة الشَّرقيّ، وبدعم ومراقبة جوّيّة من قِبل قوات التحالف الدولي، حيث تمكَّنت تلك القوات من إلقاء القبض على الإرهابيّ المدعو “مُحمَّد محمود حمّادة”، حيث كان المقبوض عليه يَنشَطُ في تهريب ما يُطلق عليه التَّنظيم الإرهابيّ “أشبال الخلافة” من المُخيَّمات التي تأوي الآلاف من عوائل تنظيم “داعش” الإرهابيّ، إلى المناطق التي تحتلها تركيا في شمال وشرق سوريا، وخاصةً مناطق سري كانيه/ رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض.

كما نفّذت وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) التّابعة لقوّات سوريّا الديمقراطية، وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، السبت 11 تشرين الثاني/نوفمبر، عمليةً أمنية دقيقة ومُحكمة تمكَّنت من خلالها من إلقاء القبض على قيادي خطير من قيادات تنظيم “داعش” الإرهابي.

حيث ألقت وحداتٌ من قسد القبض على القياديّ في الَّتنظيم الإرهابيّ المدعو “مُحمَّد صخر البكر” والملقَّب بـ”خالد الشامي” في مدينة الرقة.

وتَم التَعرُّف على هُوية الإرهابي في التنظيم؛ حيث كان نائباً للقائد العسكري لـ”ولاية الشام”، حسب التسمية التي يطلقها التنظيم الإرهابي، كما تم التأكُّد من مشاركته في الهجوم على سجن الصناعة بمدينة الحسكة في يناير/ كانون الثّاني عام 2022 كقيادي في العمليّة الإرهابية، إضافة إلى أنه كان أحد المسؤولينَ الأساسيّين في وضع المُخطَّطات الهجومية للتنظيم الإرهابي في سوريا، وخاصةً في مناطق شمال وشرق سوريا، هذا فيما توضَّحَ أنه أصيب ثماني مرات خلال سنوات انضمامه للتنظيم في سوريّا.

كما تمكَّنت قوّات سوريا الدّيمقراطية، في بداية الشهر الجاري، وبمساعدة وتعاون أبناء بلدة “الصبحة” بريف دير الزور الشَّرقي، من إلقاء القبض على إرهابي كان يحاول زرع عبوة ناسفة متفجِّرة أمام أحد محلات (دكان) المدنيين في البلدة.

وفور إلقاء القبض عليه؛ بدأت القوات المختصّة بالتَّحقيق معه لمعرفة الجهات الداعمة له والتي دفعته للشروع بارتكاب أعمال إرهابية، وكذلك لمعرفة دوافع العمليّة الإرهابية التي كان ينوي القيام بها، والتي تستهدف بالدَّرجة الأولى المدنيينَ الآمنين.

صحيحٌ أن تنظيم “داعش”، فَقَد الكثير من قوّته وعناصره ولكنّ الخطر الذي لا يزال يشكّله مستمرٌّ وموجود، وتأكيداً على ما ذُكر فقد اعترف البنتاغون في التاسع من كانون الثاني/ يناير 2023، بأن “داعش لا يزال لديه مقاتلين في صفوفه ويمكنه تنفيذ عمليات على نطاق صغير . قد لا يكون داعش هو القوة التي كان عليها قبل، ولكن مع وجود الآلاف من المقاتلين في صفوفه، لا يزال مقاتلو “داعش” قادرين على تنفيذ هجمات إرهابية معقّدة، فوفق تقديرات لمجلس الأمن الدولي في فبراير 2023 فإن لدى التنظيم ما بين (5000) إلى (7000) عضو ومؤيد في العراق وسوريا، (50%) منهم من المقاتلين”.

شاهد/ي: مخيمات الشهباء.. الجوع والبرد يفتكان بسكانها

خلاصة القول، إن الاستمرارية تُسيطر على خطط تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، وسط تحولاتٍ قد تكون مؤثرة في مسار تحقيق أهداف التنظيم المتطرف، الذي يقف اليوم أمام خيارَين لا ثالث لهما، لاسيما بعد أن استلم قيادة التنظيم المدعو أبو حفص الهاشمي القرشي، ليكون الزعيم الخامس للجماعة المتطرفة. فبما أن الهدف المحوري البعيد الأمد للتنظيم هو التحضير لانبعاثٍ ثانٍ على غرار ما حصل في 2014، فلا يمكنه فعل ذلك من مخابئه في البادية السورية، وهو بحاجة إلى إلحاق ضررٍ أكبر وتوسيع قاعدته في عمق مناطق سيطرة خصومه.

وهناك أيصاً عوامل عديدة قد تُحيي فُرص التنظيم، ألا وهي الانقسامات الطائفية، والممارسات العنيفة للقوى المتصارعة، وغياب أجندة مصالحة أو حلٍّ سلمي لإنهاء الصراع السوري، فضلاً عن الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي وغياب الخدمات الأساسية في الكثير من مناطق البلاد، ما قد يَدفع الأشخاص الذين لا يؤمنون بأيديولوجية هذه الجماعة إلى العمل معها من أجل إعالة أطفالهم.

ونظراً لسوء كلٍّ من الوضعين الأمني والسياسي في سوريا، قد يتكرر السيناريو المعتاد، حيث تهدأ وتيرة هجمات “داعش” وشدّتها، بحيث تنحصر في البادية السورية ومحيطها. أو قد نشهد في اتجاه توسعي مضاد المزيد من الهجمات في عمق مناطق سيطرة الخصوم، بهدف كسب الدعم واستدراج مُنتسبين جُدد. ولكن الهدف الثابت، على ما يبدو، سيظل متمثّلاً في مساعي التنظيم المتطرف المستمرة لبناء قواعد وخلايا في المناطق التي تشهد عدم الاستقرار في كُلٍّ من سوريا والعراق.

وسيم اليوسف- إعلام مسد

المشاركة