Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

تستمر موجة غلاء الأسعار في مناطق سيطرة السلطة بشكل مضّطرد، وبالرغم من انعدام الحلول، وانسداد الأُفق أمام السكّان إلّا أنّ موجات الاحتجاج التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي قد انحسرت، ذلك بسبب التضييق الأمني والانشغال العام بالحرب في غزّة، إلّا أن ذلك لا يعني ولا بأي شكل من الأشكال بأن السكان تكيّفوا مع هذا الوضع الخانق، أو أنهم وجدوا حلولاً، على العكس من ذلك فإن الأوضاع المعيشيّة تتدهور وتلامس حدود المجاعة والنقص العام في التغذية وغياب الطبابة وانحسار الكثير من العادات الاجتماعيّة وضعف في التعليم ..الخ، يحاول هذا التقرير الاقتراب أكثر من معاناة الناس في الساحل السوري وتسليط الضوء على حياتهم اليوميّة من خلال لقاءات وشهادات مع شريحة متنوعة من أهالي الساحل.

شاهد/ي: السلطة تمنع مظاهر التضامن مع «غزة» في الساحل السوري..مالسبب؟

متوسط استهلاك العائلة (5أفراد) شهريّاً

يتراوح معدل استهلاك الأسرة المكوّنة من خمسة أفراد، حوالي 6 ملايين ليرة سوريّة شهريّاً هذا حسب تقديرات اقتصاديين، لكن هذه التقديرات تأخذ بعين الاعتبار كل ما يحتاجه الفرد في الحالة الطبيعيّة /حدّ الفقر/ وفي حين وصلت شريحة كبيرة من الأهالي في الساحل السوري لحدّ المجاعة حيث تقلّصت معظم معدلات الاستهلاك الشهري إلى مادون ال1.5 مليون ليرة شهريّاً، يقول علاء (42 عاماً) والعامل في مجال الديكور: “المليون رقم كبير لا نستطيع الحصول عليه بسهوله، لكنه صغير لايكفينا لأسبوعين) حيث قدّر علاء مصروف عائلته المكوّنة من أربعة افراد بحوالي المليونين، مؤكّداً أن ذلك لا يشمل أنواع اللحوم والفواكه والمكسرات والمصاريف الخاصة، إذ إنها فقط لسدّ الرّمق وبعض الملابس للأطفال.

وفي مثال آخر يقول علي (60 عاماً) : “أعمل أنا وزوجتي وولدي الوحيد ولا نستطيع تأمين لقمة عيشنا، تكلفة أي طبخة تودي بأجرتنا نحن الثلاثة”، حيث يعمل علي في ورشة صناعيّة يتقاضى أجراً يوميّاً مقداره عشرون ألفاً وتعمل زوجته في مطعم وتتقاضى أجراً شهريّاً 300 ألف ليرة ويعمل ولده بنفس الراتب في ورشة موبيليا، كما يتقاضى علي راتباً تقاعديّاً حيث عمل كمدرّس للغة العربيّة لثلاثين عاماً، ولا يستطيع حسب تعبيره أن (يتنفّس الصعداء) حيث يعيش حالة حرب دائمة مع لقمة العيش وكيف سيمضي هذا اليوم.

وفي دراسة للأسعار فقد قدرنا بأنّ حدّ المجاعة لعائلة مكونة من خمسة أفراد هو 2مليون ليرة سوريّة شهريّاً، ذلك بعد جدولة الأسعار لمختلف المواد، الرقم الذي لا تستطيع معظم العائلات في الساحل السوري تأمينه.

 

متوسط الدخل الشهري

لا يساهم الراتب الحكومي بأكثر من 30 % من متوسط دخل العائلة في الساحل السوري، حيث يعتمد معظم السكّان على مصادر دخل إضافيّة أهمها الزراعيّة والمهنيّة، وفي حين تتركز المِهن الصناعية في مراكز المدن، يعتمد سكان الريف وهم الأغلبيّة في الساحل على مصادر الدخل الزراعيّة، وتتنوع قيم هذا الدخل سواء كان زراعيّاً أو مهنيّاً حسب المنطقة والمهنة، إذ ينقسم الساحل لثلاث مناطق زراعيّة رئيسيّة وهي المناطق السهليّة المرويّة وتعتبر من أكثر المناطق دخلاً حيث تقدّم الملكيّة الزراعيّة قرابة المئة وخمسين دولاراً شهريّاً كمتوسط للدخل، بينما تقدم المناطق الجبلية المرويّة قرابة المئة دولار شهرياً، وتقدم المناطق الجبلية غير المرويّة قرابة الخمسين دولار شهريّاً إذا اجتمعت مع مصادر الدخل المفتوحة في تلك المناطق كالتفحيم وجمع النباتات العطريّة والاعشاب الطبيّة.

شاهد/ي: مخيمات الشهباء.. الجوع والبرد يفتكان بسكانها

باسم (53 عاماً) من مُلّاك الأراضي الزراعيّة السهليّة المرويّة في سهل عكّار يعمل في بيوته البلاستيكيّة، وبالرغم من الكميّات الكبيرة التي ينتجها سنويّاً إلا أنّه يعاني صعوبة في تأمين حياة جيّدة لأطفاله ذلك بسبب غلاء المعدات والمستلزمات الزراعيّة والتي “سبقت الدولار” حسب تعبيره عن غلائها المستمر بالإضافة لعدم استقرار الأسعار، حيث يربح السمسار أكثر من المزارع، ويحتكر “حيتان التصدير المربح” حسب تعبيره أيضاً.

أما نهاد (62 عاماً) فقد شرح لنا كيف استغل التجار والمكتب الاقتصادي مزارعي الزيتون الموسم الفائت حيث اشتروا منهم تنكة الزيت بـ250 ألف ليرة وصدروه بعد أن جمعوا معظم الزيت ب مليون و200 ألف ليرة للتنكة، ويضيف بأن” موسم الحمضيّات يعاني نفس المشكلة، ولابد للفلاحين بأن يمسكوا زمام الأمور في تصدير محاصيلهم “، حيث يجبر هؤلاء على العمل في ظروف سيئة لعدم توفر البدائل، ولحاجتهم الشديدة لهذا الفتات الذي يتركه لهم التجار.

قد لا تكون المجاعة في الساحل السوري قد وصلت لحدّ اعتبارها ظاهرة لحد الآن، لكننا بصدد مظاهر نقص التغذية والطبابة واضطراب في التعليم، إذ إن الكثير من العائلات في الساحل تعيش الآن على بيع ممتلكاتها الزراعيّة والمنزليّة حتى، وماهي إلا فترة زمنيّة وجيزة حتى تنتهي مدخرات السكان وممتلكاتها ونقف عاجزين أمام المجاعة، خاصّةً أن الأسعار في ازدياد مستمر والأفق منغلق على أيّة حلول قد تلوح في الأفق.

أليمار لاذقاني- اللاذقية

المشاركة